الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{فَلَمَّا جَآءَتۡهُمۡ ءَايَٰتُنَا مُبۡصِرَةٗ قَالُواْ هَٰذَا سِحۡرٞ مُّبِينٞ} (13)

المبصرة : الظاهرة البينة . جعل الإبصار لها وهو في الحقيقة لمتأمّليها ، لأنهم لابسوها وكانوا بسبب منها بنظرهم وتفكرهم فيها . ويجوز أن يراد بحقيقة الإبصار : كل ناظر فيها من كافة أولي العقل ، وأن يراد إبصار فرعون وملئه . لقوله : { واستيقنتها أَنفُسُهُمْ } [ النمل : 14 ] أو جعلت كأنها تبصر فتهدي ، لأنّ العمي لا تقدر على الاهتداء ، فضلاً أن تهدي غيرها . ومنه قولهم : كلمة عيناء ، وكلمة عوراء ، لأن الكلمة الحسنة ترشد ، والسيئة تغوي . ونحوه قوله تعالى : { لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنزَلَ هَؤُلاء إِلاَّ رَبُّ السماوات والأرض بَصَائِرَ } [ الإسراء : 102 ] فوصفها بالبصارة ، كما وصفها بالإبصار . وقرأ عليّ بن الحسين رضي الله عنهما وقتادة : «مَبصرة » ، وهي نحو : مجبنة ومبخلة ومجفرة ، أي : مكاناً يكثر فيه التبصر .