اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{فَلَمَّا جَآءَتۡهُمۡ ءَايَٰتُنَا مُبۡصِرَةٗ قَالُواْ هَٰذَا سِحۡرٞ مُّبِينٞ} (13)

قوله : «مُبْصِرَةً » حال ، ونسب الإبصار إليها مجازاً ، لأن بها يبصر{[38400]} ، وقيل : بل هي من أبصر المنقولة بالهمزة من بصر ، أي : أنها{[38401]} تبصر غيرها لما فيها من الظهور ، ولكنه مجاز آخر غير الأول ، وقيل : هو{[38402]} بمعنى مفعول ، نحو «مَاءٌ دَافِقٌ » أي : مدفوق{[38403]} .

وقرأ عليّ بن الحسين وقتادة بفتح الميم والصاد{[38404]} ، أي : على وزن أرض مسبعةٌ ، ذات سباعٍ{[38405]} ، ونصبها على الحال{[38406]} أيضاً ، وجعلها أبو البقاء في هذه القراءة مفعولاً من أجله{[38407]} ، وقد تقدم ذلك . ومعنى «مُبْصِرَةً » : بينة واضحة .

{ قَالُواْ هذا سِحْرٌ مُّبِينٌ } ظاهر .


[38400]:وهذا مجاز عقلي لأنه من إسناد الفعل لغير ما هو له.
[38401]:في ب: بأنها.
[38402]:هو: سقط من ب.
[38403]:انظر البحر المحيط 7/58.
[38404]:المحتسب 2/136، الكشاف 3/135، البحر المحيط 7/58.
[38405]:وجعلها الزمخشري مكاناً تكثر فيها التبصرة. الكشاف 3/135.
[38406]:انظر البحر المحيط 7/58.
[38407]:قال أبو البقاء: ( ويقرأ بفتح الميم والصاد، وهو مصدر مفعول له، أي: تبصرة) التبيان 2/1006.