فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{فَلَمَّا جَآءَتۡهُمۡ ءَايَٰتُنَا مُبۡصِرَةٗ قَالُواْ هَٰذَا سِحۡرٞ مُّبِينٞ} (13)

{ فَلَمَّا جَاءتْهُمْ ءاياتنا مُبْصِرَةً } أي جاءتهم آياتنا التي على يد موسى حال كونها مبصرة : أي واضحة بينة كأنها لفرط وضوحها تبصر نفسها كقوله : { وَآتَيْنَا ثَمُودَ الناقة مُبْصِرَةً } [ الإسراء : 59 ] . قال الأخفش : ويجوز أن تكون بمعنى مبصرة على أن اسم الفاعل بمعنى اسم المفعول ، وقد تقدّم تحقيق الكلام في هذا . وقرأ عليّ بن الحسين ، وقتادة { مبصرة } بفتح الميم ، والصاد : أي مكاناً يكثر فيه التبصر ، كما يقال : الولد مجبنة ومبخلة { قَالُواْ هذا سِحْرٌ مُّبِينٌ } أي لما جاءتهم قالوا هذا القول : أي سحر واضح .

/خ14