الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع  
{فَقَالَ أَنَا۠ رَبُّكُمُ ٱلۡأَعۡلَىٰ} (24)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

فجمع قومه وأتباعه. فنادى فيهم فَقالَ لهم:"أنا رَبّكُمُ الأعْلَى "الذي كلّ ربّ دوني، وكذَبَ الأحمقُ...

قال ابن زيد، في قوله: "فَحَشَر فَنادَى" قال: صرخ وحشر قومه، فنادى فيهم، فلما اجتمعوا قال: أنا ربكم الأعلى، "فأخذه الله نَكالَ الآخرةِ والأولى"...

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

وذلك اللعين قد علم أنه ليس رب السماء والأرض، ولكن قد اتخذ لقومه أصناما، فأمر العوام أن يعبدوها ليقربهم ذلك إليه. لكن إذا صاروا من خاصيته أذن لهم بأن يعبدوه، وأمر الخواص منهم بعبادته، فسمى نفسه أعلى الأرباب لهذا...

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

{أنا ربكم الأعلى} فدلت هذه الآية على أنه في ذلك الوقت صار كالمعتوه الذي لا يدري ما يقول. واعلم أنه تعالى لما حكى عنه أفعاله وأقواله أتبعه بما عامله به وهو قوله تعالى: {فأخذه الله نكال الآخرة والأولى}...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{فقال} أي مناديه الذي لا يشك أنه عنه...

أنا {ربكم الأعلى} فكان هذا نداؤه يعني كلكم أرباب بعضكم فوق بعض وأنا أعلاكم، ولا رب فوقي أصلاً، وذلك لأن الإله عنده الطبيعة، وهي مقسمة في الموجودات، فهم كلهم أرباب... وهذا دعاه إليه الكبر الناشئ من فتنة السراء التي الصبر فيها أعظم من الصبر في الضراء...

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

(أنا ربكم الأعلى).. قالها الطاغية مخدوعا بغفلة جماهيره، وإذعانها وانقيادها. فما يخدع الطغاة شيء ما تخدعهم غفلة الجماهير وذلتها وطاعتها وانقيادها. وما الطاغية إلا فرد لا يملك في الحقيقة قوة ولا سلطانا. إنما هي الجماهير الغافلة الذلول، تمطي له ظهرها فيركب! وتمد له أعناقها فيجر ....

... (أنا ربكم الأعلى).. وما كان ليقولها أبدا لو وجد أمة واعية كريمة مؤمنة، تعرف أنه عبد ضعيف لا يقدر على شيء. وإن يسلبه الذباب شيئا لا يستنقذ من الذباب شيئا!...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

والقول الذي نادى به هو تذكير قومِه بمعتقدهم فيه فإنهم كانوا يعتبرون مَلك مصر إلها لأن الكهنة يخبرونهم بأنه ابن (آمون رَعْ) الذي يجعلونه إلها ومَظهَره الشمس...

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

(فقال أنا ربّكم الأعلى). نعم.. فحينما يقبع المتجبّر في عرش الغرور، وحينما تلُفّه أمواج الأنانية المفرطة، حينها.. سيجرفه تيار الإفراط لأن يدعي لنفسه الربوبية، بل ويجره فقدان بصيرته، وانحسار فطرته بين ظلمات أنانيته لأن يدعي أنّه (ربّ الأرباب)!! وأوصل فرعون قولته إلى الناس ليخبرهم بأنّه لا يعارض ما لهم من أصنام يعبدونها، لكنّه فوقها جميعاً فهو (المعبود الأعلى)! وألطف ما في الأمر، إنّ فرعون نفسه كان أحد عبدة الأصنام، بشهادة الآية (127) من سورة الأعراف: (أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض ويذرك وآلهتك)، فادعاؤه بأنّه (الربّ الأعلى) قد سرى حكمه حتى على آلهته لتكون من عبيده!.. نعم، فهكذا هو هذيان الطواغيت. وقد ادعى فرعون بأكثر من (ربّ الأرباب)، ليضيف إلى هذيان الطغاة حماقة، حينما ورد قوله في الآية (38) من سورة القصص: (ما علمت لكم من إله غيري)! ....