الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي  
{فَقَالَ أَنَا۠ رَبُّكُمُ ٱلۡأَعۡلَىٰ} (24)

" فحشر " أي جمع أصحابه يمنعوه منها . وقيل : جمع جنوده للقتال والمحاربة ، والسحرة للمعارضة . وقيل : حشر الناس للحضور . " فنادى " أي قال لهم بصوت عال . " أنا ربكم الأعلى " أي لا رب لكم فوقي . ويروى : إن إبليس تصور لفرعون في صورة الإنس بمصر في الحمام ، فأنكره فرعون ، فقال له إبليس : ويحك ! أما تعرفني ؟ قال : لا . قال : وكيف وأنت خلقتني ؟ ألست القائل أنا ربكم الأعلى . ذكره الثعلبي في كتاب العرائس . وقال عطاء : كان صنع لهم أصناما صغارا وأمرهم بعبادتها ، فقال أنا رب أصنامكم . وقيل : أراد القادة والسادة . هو ربهم ، وأولئك ، هم أرباب السفلة . وقيل : في الكلام تقديم وتأخير ، فنادى فحشر ؛ لأن النداء يكون قبل الحشر .