المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{إِنَّهَا لَإِحۡدَى ٱلۡكُبَرِ} (35)

32 - ردعاً لمن ينذر بها ولم يخف ، أقسم بالقمر ، وبالليل إذا ذهب ، وبالصبح إذا أضاء وانكشف إن سقر لأعظم الدواهي الكبرى إنذاراً وتخويفاً .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{إِنَّهَا لَإِحۡدَى ٱلۡكُبَرِ} (35)

و { الكُبَر } : جمع الكبرى في نوعها ، جمعوه هذا الجمع على غير قياسسِ بابه لأن فُعْلى حقها أن تجمع جمع سلامة على كبريات ، وأما بنية فُعل فإنها جمع تكسير لفُعْلة كغُرفة وغُرف ، لكنهم حملوا المؤنث بالألف على المؤنث بالهاء لأنهم تأولوه بمنزلة اسم للمصيبة العظيمة ولم يعتبروه الخصلة الموصوفة بالكِبر ، أي أُنثى الأكبر فلذلك جعلوا ألف التأنيث التي فيه بمنزلة هاء التأنيث فجمعوه كجمع المؤنث بالهاء من وزن فعلة ولم يفعلوا ذلك في إخواته مثل عظمى .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{إِنَّهَا لَإِحۡدَى ٱلۡكُبَرِ} (35)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

إنها} إن سقر {لإحدى الكبر} من أبواب جهنم السبعة: جهنم، ولظى، والحطمة، والسعير، وسقر، والجحيم، والهاوية.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

إن جهنم لإحدى الكبر، يعني الأمور العظام.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

{إنها لإحدى الكبر} قيل: يعني السقر، ثم عذاب أهل النار ألوان، وفي جهنم دركات، والسقر إحدى دركاتها، إذ هي لون من ألوان العذاب، فصارت هي من إحدى الكبر.

النكت و العيون للماوردي 450 هـ :

فيها ثلاثة تأويلات:

أحدها: أي أن تكذيبهم بمحمد صلى الله عليه وسلم لإحدى الكبر، أي الكبيرة من الكبائر، قاله ابن عباس.

الثالث: أن هذه الآية لإحدى الكبر، حكاه ابن عيسى.

ويحتمل رابعاً: أن قيام الساعة لإحدى الكبر، والكُبَرُ هي العظائم والعقوبات والشدائد.

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

ووراء هذه الانبعاثات والإشراقات والاستقبالات ما في القمر، وما في الليل، وما في الصبح من حقيقة عجيبة هائلة يوجه القرآن إليها المدارك، وينبه إليها العقول. ومن دلالة على القدرة المبدعة والحكمة المدبرة، والتنسيق الإلهي لهذا الكون، بتلك الدقة التي يحير تصورها العقول.

ويقسم الله سبحانه بهذه الحقائق الكونية الكبيرة لتنبيه الغافلين لأقدارها العظيمة، ودلالاتها المثيرة. يقسم على أن (سقر) أو الجنود التي عليها، أو الآخرة وما فيها، هي إحدى الأمور الكبيرة العجيبة المنذرة للبشر بما وراءهم من خطر:

إنها لأحدى الكبر، نذيرا للبشر..

والقسم ذاته، ومحتوياته، والمقسم عليه بهذه الصورة.. كلها مطارق تطرق قلوب البشر بعنف وشدة، وتتسق مع النقر في الناقور، وما يتركه من صدى في الشعور. ومع مطلع السورة بالنداء الموقظ: (يا أيها المدثر) والأمر بالنذارة: (قم فأنذر).. فالجو كله نقر وطرق وخطر!!

الشعراوي- 1419هـ:

وتأول البعض هذه الآية أنها عائدة على رسول الله صلى الله عليه سلم، فقد قال الحق سبحانه في أول السورة {قُم فأنذر} فأنت يا محمد نذير للبشر تنذرهم عقاب الله وعذابه ناراً موقدة، فمحمد صلى الله عليه سلم نذير للخلق جميعا.