وقوله : إلاّ مَنْ تَوَلّى وكَفَرَ يتوجّه لوجهين : أحدهما : فذكّر قومك يا محمد ، إلا من تولّى منهم عنك ، وأعرض عن آيات الله فكفر ، فيكون قوله «إلا » استثناء من الذين كان التذكير عليهم ، وإن لم يذكروا ، كما يقال : مضى فلان ، فدعا إلا من لا تُرْجَى إجابته ، بمعنى : فدعا الناس إلا من لا تُرْجَى إجابته . والوجه الثاني : أن يجعل قوله : إلاّ مَنْ تَوَلّى وكَفَرَ منقطعا عما قبله ، فيكون معنى الكلام حينئذٍ : لست عليهم بمسيطر ، إلا من تولى وكفر ، يعذّبه الله ، وكذلك الاستثناء المنقطع يمتحن بأن يحسن معه إن ، فإذا حسنت معه كان منقطعا ، وإذا لم تحسن كان استثناء متصلاً صحيحا ، كقول القائل : سار القوم إلا زيدا ، ولا يصلح دخول إن ها هنا لأنه استثناء صحيح .
وقوله : { إلا من تولى وكفر فيعذبه الله العذاب الأكبر } معترض بين جملة { لست عليهم بمصيطر } وجملة : { إن إلينا إيابهم } [ الغاشية : 25 ] والمقصود من هذا الاعتراض الاحتراس من توهمهم أنهم أصبحوا آمنين من المؤاخذة على عدم التذكر .
فحرف { إلا } للاستثناء المنقطع وهو بمعنى الاستدراك .
والمعنى : لكن من تولى عن التذكر ودام على كفره يعذبه الله العذاب الشديد .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.