وقوله تعالى : { إِلاَّ مَن تولى وَكَفَرَ } قال بعض المتأولين : الاستثناءُ متصلٌ ، والمعنى : إلا مَنْ تولى فإنَّكَ مُسَيْطِرٌ عليه ، فالآيةُ على هذا لا نَسْخَ فيهَا ، وقال آخرون : الاستثناء مُنْفَصِلٌ ، والمعنى : { لست عليهم بمسيطرٍ } لَكِنَّ مَنْ تَولَّى وكفر { فيعذبُه اللَّه } وهِي آيةُ مُوَادَعَةٍ مَنْسُوخَةٌ بالسَّيْفِ وهذا هُو القولُ الصحيحُ ؛ لأنَّ السُّورَةَ مَكِّيَّةٌ والقِتَالُ إنَّما نَزَلَ بالمدينةِ ( ص ) : وقرأ زيد بن أسْلَم : «إلا من تولّى » : حرف تنبيه واستفتاحٍ ، انتهى . وقال ابن العربي في «أحكامِه » : روى الترمذيُّ وغيرُهُ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال : " أُمِرْتُ أَنْ أُقاتِلَ النَّاسَ حتى يَقُولُوا : لاَ إله إلاَّ اللَّه ، فإذَا قَالُوهَا ، عَصَمُوا مِنِّي دَمَاءَهُمْ وأَمْوَالَهُمْ إلاَّ بِحَقِّهَا وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ " ، ثم قرأ : { فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ * لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُسَيْطِرٍ } مفسِّراً معنى الآيةِ وكاشفاً خفاءَ الخفاءِ عنها ، المعنى : إذا قال الناسُ : لا إله إلا اللَّه فَلَسْتَ بمسلَّطٍ على سَرَائرِهم وإنما عَلَيْكَ الظاهِرُ ، وَكِلْ سرائرَهم إلى اللَّه تعالى ، وهذا الحديثُ صحيحُ المعنى ، واللَّه أعلم ، انتهى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.