الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{إِلَّا مَن تَوَلَّىٰ وَكَفَرَ} (23)

قوله : { إِلاَّ مَن تَوَلَّى } : العامَّةُ على " إلاَّ " حرفَ استثناء ، وفيه قولان ، أحدهما : أنه منقطعٌ لأنه مستثنى مِنْ ضمير " عليهم " . والثاني : أنه متصلٌ لأنه مستثنى مِنْ مفعول " فَذَكِّرْ " ، أي : فَذَكِّرْ عبادي إلاَّ مَنْ تولَّى . وقيل : " مَنْ " في محلِّ خفض بدلاً من ضمير " عليهم " ، قاله مكي . ولا يتأتَّى هذا عند الحجازيين ، إلاَّ أَنْ يَكونَ متصلاً ، فإنْ كان منقطعاً جاز عند تميمٍ ؛ لأنهم يُجْرُوْنه مُجْرى المتصل ، والمتصلُ يُختار فيه الإِتباعُ لأنه غيرُ موجَبٍ . هذا كلُّه إذا لم يُجْعَل " مَنْ تولَّى " شرطاً وما بعده جزاؤُه ، فإنْ جَعَلْتَه كذلك كان منقطعاً ، وقد تقدَّم تحقيقُه ، وعلى القولِ بكونِه مستثنى مِنْ مفعول " فَذَكِّرْ " المقدرِ تكون جملةُ النفي اعتراضاً .

وقرأ زيد بن علي وزيد بن أسلم وقتادة " ألا " حرفَ استفتاحٍ ، وبعده جملةٌ شرطية أو موصولٌ مضمَّنٌ معناه .