الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{إِلَّا مَن تَوَلَّىٰ وَكَفَرَ} (23)

ثم قال تعالى : ( إلا من تولى وكفر ، فيعذبه الله العذاب الاكبر )

أي فذكر يا محمد قومك إلا من تولى عنك فأعرض عن الإيمان وكفر فيكون هذا استثناء من الذين كان التذكير فيهم ، فيكون في موضع نصب {[75306]} .

وقيل : الاستثناء منقطع مما قبله ، والمعنى : لست عليهم ( بمصيطر ) {[75307]} إلا من تولى وكفر بعد ذلك ، فإنك ستسلط [ عليه ] {[75308]} إن أسلم أو السيف {[75309]} .

والاستثناء المنقطع [ تعتبره ] {[75310]} أبدا [ تحسن ] {[75311]} " إن " معه ، فإذا حسنت جاز أن يكون منقطعا ، وإذا لم تحسن {[75312]} كان متصلا صحيحا . يقول {[75313]} القاتل : " سار القوم إلا زيدا " ، فلا {[75314]} يحسن دخول " إن " هنا ( لأنه ) {[75315]} استثناء صحيح {[75316]} .


[75306]:انظر: إعراب النحاس 5/215 والاستغناء: 494.
[75307]:م: بمصيطر.
[75308]:م، ث: عليهم.
[75309]:ث: إن أسلم أو الصيف. أو: إن أسلم وإلا فالسيف. وانظر: الاستغناء: 494 حيث حكاه واعتبره هو الصحيح لأن السورة مكية، والقتال إنما شرع بالمدينة. وانظر: نحو ذلك في المحرر 16/291.
[75310]:م، ث: يعتبره.
[75311]:م، ث: يحسن.
[75312]:ث: يحسن.
[75313]:ث: يقال.
[75314]:أ: ولا.
[75315]:ساقط من أ.
[75316]:انظر: هذا الاستدلال النحوي في جامع البيان 30/167.