المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{بَلۡ عَجِبُوٓاْ أَن جَآءَهُم مُّنذِرٞ مِّنۡهُمۡ فَقَالَ ٱلۡكَٰفِرُونَ هَٰذَا شَيۡءٌ عَجِيبٌ} (2)

1 - ق : حرف من حروف الهجاء افتتحت السورة به على طريقة القرآن الكريم في افتتاح بعض السور ببعض هذه الحروف للتحدي وتنبيه الأذهان ، أُقسم بالقرآن ذي الكرامة والمجد والشرف : إنا أرسلناك - يا محمد - لتنذر الناس به ، فلم يؤمن أهل مكة ، بل عجبوا أن جاءهم رسول من جنسهم يُنذرهم بالبعث ، فقال الكافرون : هذا شيء منكر عجيب .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{بَلۡ عَجِبُوٓاْ أَن جَآءَهُم مُّنذِرٞ مِّنۡهُمۡ فَقَالَ ٱلۡكَٰفِرُونَ هَٰذَا شَيۡءٌ عَجِيبٌ} (2)

واختلفوا في جواب هذا القسم ، فقال أهل الكوفة : جوابه : { بل عجبوا } وقيل : جوابه محذوف ، مجازه : والقرآن المجيد لتبعثن . وقيل : جوابه قوله :{ ما يلفظ من قول } . وقيل : قد علمنا ، وجوابات القسم سبعة : إن الشديدة كقوله :{ والفجر وليال عشر }( الفجر-1 ) { إن ربك لبالمرصاد }( الفجر-14 ) ، وما النفي كقوله : { والضحى ودعك ربك } ( الضحى ) ، واللام المفتوحة كقوله : { فوربك لنسألنهم أجمعين } ( الحجر-2 ) وإن الخفيفة كقوله تعالى تالله : { إن كنا لفي ضلال مبين } ( الشعراء-97 ) ، ولا كقوله : { وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت }( النحل-38 ) ، وقد كقوله تعالى : { والشمس وضحاها . قد أفلح من زكاها }( الشمس-1-7 ) ، وبل كقوله : { والقرآن المجيد } { بل عجبوا أن جاءهم منذر } مخوف ، { منهم } يعرفون نسبه وصدقه وأمانته ، { فقال الكافرون هذا شيء عجيب } غريب .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{بَلۡ عَجِبُوٓاْ أَن جَآءَهُم مُّنذِرٞ مِّنۡهُمۡ فَقَالَ ٱلۡكَٰفِرُونَ هَٰذَا شَيۡءٌ عَجِيبٌ} (2)

ولكن أكثر الناس ، لا يقدر نعم الله قدرها ، ولهذا قال تعالى : { بَلْ عَجِبُوا } أي : المكذبون للرسول صلى الله عليه وسلم ، { أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ منهم } أي : ينذرهم ما يضرهم ، ويأمرهم بما ينفعهم ، وهو من جنسهم ، يمكنهم التلقي عنه ، ومعرفة أحواله وصدقه .

فتعجبوا من أمر ، لا ينبغي لهم التعجب منه ، بل يتعجب من عقل من تعجب منه .

{ فَقَالَ الْكَافِرُونَ } الذين حملهم كفرهم وتكذيبهم ، لا نقص بذكائهم وآرائهم{[811]}

{ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ } أي : مستغرب ، وهم في هذا الاستغراب بين أمرين :

إما صادقون في [ استغرابهم و ] تعجبهم ، فهذا يدل على غاية جهلهم ، وضعف عقولهم ، بمنزلة المجنون ، الذي يستغرب كلام العاقل ، وبمنزلة الجبان الذي يتعجب من لقاء الفارس للفرسان ، وبمنزلة البخيل ، الذي يستغرب سخاء أهل السخاء ، فأي ضرر يلحق من تعجب من هذه حاله ؟ وهل تعجبه ، إلا دليل على زيادة وظلمه وجهله ؟ وإما أن يكونوا متعجبين ، على وجه يعلمون خطأهم فيه ، فهذا من أعظم الظلم وأشنعه .


[811]:- كذا في ب، وفي أ: لا نقص بقلوبهم وعقولهم.
 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{بَلۡ عَجِبُوٓاْ أَن جَآءَهُم مُّنذِرٞ مِّنۡهُمۡ فَقَالَ ٱلۡكَٰفِرُونَ هَٰذَا شَيۡءٌ عَجِيبٌ} (2)

أي : تعجبوا من إرسال رسول إليهم من البشر كقوله تعالى : { أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ } [ يونس : 2 ] أي : وليس هذا بعجيب ؛ فإن الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{بَلۡ عَجِبُوٓاْ أَن جَآءَهُم مُّنذِرٞ مِّنۡهُمۡ فَقَالَ ٱلۡكَٰفِرُونَ هَٰذَا شَيۡءٌ عَجِيبٌ} (2)

{ بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم } إنكار لتعجبهم مما ليس بعجب ، وهو أن ينذرهم أحد من جنسهم أو من أبناء جلدتهم ، { فقال الكافرون هذا شيء عجيب } حكاية لتعجبهم ، وهذا إشارة إلى اختيار الله محمدا صلى الله عليه وسلم للرسالة ، وإضمار ذكرهم ثم إظهاره للإشعار بتعنتهم بهذا المقال ، ثم التسجيل على كفرهم بذلك أو عطف لتعجبهم من البعث على تعجبهم من البعثة ، والمبالغة فيه بوضع الظاهر موضع ضميرهم وحكاية تعجبهم مبهما إن كانت الإشارة إلى منهم يفسره ما بعده ، أو مجملا إن أهون مما يشاهدون من صنعه .