{ بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم فقال الكافرون هذا شيء عجيب 2 } .
{ بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم } أي : لأن جاءهم منذر من جنسهم ، لا من جنس الملك ، أو من جلدتهم . وهو كما قال أبو السعود – إضراب عما ينبئ عنه جواب القسم المحذوف ، كأنه قيل : والقرآن المجيد ، أنزلناه إليك ، لتنذر به الناس . حسبما ورد في صدر سورة الأعراف ، كأنه قيل بعد ذلك : لم يؤمنوا به ، جعلوا كلا من المنذر والمنذر به عرضة للنكير والتعجيب ، مع كونهما أوفق شيء لقضية العقول ، وأقربه إلى التلقي بالقبول .
وقيل :التقدير : والقرآن المجيد ، إنك لمنذر . ثم قيل بعده إنهم شكوا فيه ، ثم أضرب عنه . وقيل : بل عجبوا ، أي لم يكتفوا بالشك والرد ، بل جزموا بالخلاف ، حتى جعلوا ذلك من الأمور العجيبة . وقيل : هو إضراب عما يفهم من وصف القرآن بالمجيد ، كأنه قيل : ليس سبب اقتناعهم من الإيمان بالقرآن أنه لا مجد له ، ولكن لجهلهم .
{ فقال الكافرون هذا شيء عجيب } تفسير لتعجبهم ، وبيان لكونه مقارنا لغاية الإنكار ، مع زيادة تفصيل لمحل التعجب . وهذا إشارة إلى كونه عليه الصلاة والسلام منذرا بالقرآن . وإضمارهم أولا ، للإشعار بتعينهم بما أسند إليهم . وإظهارهم ثانيا ، للتسجيل عليهم/ بالكفر بموجبه . أو عطف لتعجبهم من البعث ، على تعجبهم من البعثة . على أن هذا إشارة إلى مبهم ، يفسره ما بعده من الجملة الإنكارية .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.