{ وَ } لكن { اتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ } فإنه هو الهدى والرحمة ، وَارْجُ بذلك ثواب ربك ، فإنه بما تعملون خبير ، يجازيكم بحسب ما يعلمه منكم ، من الخير والشر .
فإن وقع في قلبك ، أنك إن لم تطعهم في أهوائهم المضلة ، حصل عليك منهم ضرر ، أو حصل نقص في هداية الخلق ، فادفع ذلك عن نفسك ، واستعمل ما يقاومه ويقاوم غيره ، وهو التوكل على اللّه ، بأن تعتمد على ربك ، اعتماد من لا يملك لنفسه ضرًا ولا نفعًا ، ولا موتًا ولا حياة ، ولا نشورًا ، في سلامتك من شرهم ، وفي إقامة الدين ، الذي أمرت به ، وثق باللّه في حصول ذلك الأمر على أي : حال كان .
والتوجيه الثالث المباشر : ( واتبع ما يوحى إليك من ربك ) . فهذه هي الجهة التي تجيء منها التوجيهات ، وهذا هو المصدر الحقيق بالاتباع . والنص يتضمن لمسات موحية تكمن في صياغة التعبير : ( واتبع ما يوحى إليك من ربك ) . فالوحي( إليك )بهذا التخصيص . والمصدر ( من ربك )بهذه الإضافة . فالاتباع هنا متعين بحكم هذه الموحيات الحساسة ، فوق ما هو متعين بالأمر الصادر من صاحب الأمر المطاع . . والتعقيب : ( إن الله كان بما تعملون خبيرا ) . . فهو الذي يوحي عن خبرة بكم وبما تعملون ؛ وهو الذي يعلم حقيقة ما تعملون ، ودوافعكم إلى العمل من نوازع الضمير .
وَاتّبِعْ ما يُوحَى إلَيْكَ مِنْ رَبّكَ يقول : واعمل بما ينزل الله عليك من وحيه ، وآي كتابه إنّ اللّهَ كانَ بمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرا يقول : إن الله بما تعمل به أنت وأصحابك من هذا القرآن ، وغير ذلك من أموركم وأمور عباده خبيرا أي ذا خبرة ، لا يخفى عليه من ذلك شيء ، وهو مجازيكم على ذلك بما وعدكم من الجزاء . وبنحو الذي قلنا في تأويل قوله : وَاتّبِعْ ما يُوحَى إلَيْكَ مِنْ رَبّكَ قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :
حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قَتادة وَاتّبِعْ ما يُوحَى إلَيْكَ مِنْ رَبّكَ أي هذا القرآن إنّ اللّهَ كانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبيرا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.