المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{فَسَتَذۡكُرُونَ مَآ أَقُولُ لَكُمۡۚ وَأُفَوِّضُ أَمۡرِيٓ إِلَى ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ بَصِيرُۢ بِٱلۡعِبَادِ} (44)

44- فستعلمون صدق ما قلته لكم ، وأكل أمري إلى الله ، إن الله محيط بصره بالعباد فيجازيهم على أعمالهم .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{فَسَتَذۡكُرُونَ مَآ أَقُولُ لَكُمۡۚ وَأُفَوِّضُ أَمۡرِيٓ إِلَى ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ بَصِيرُۢ بِٱلۡعِبَادِ} (44)

قوله تعالى : { فستذكرون ما أقول لكم } إذا عاينتم العذاب حين لا ينفعكم الذكر ، { وأفوض أمري إلى الله } وذلك أنهم توعدوه لمخالفته دينهم ، { إن الله بصير بالعباد } يعلم المحق من المبطل ، ثم خرج المؤمن من بينهم ، فطلبوه فلم يقدروا عليه .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{فَسَتَذۡكُرُونَ مَآ أَقُولُ لَكُمۡۚ وَأُفَوِّضُ أَمۡرِيٓ إِلَى ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ بَصِيرُۢ بِٱلۡعِبَادِ} (44)

فلما نصحهم وحذرهم وأنذرهم ولم يطيعوه ولا وافقوه قال لهم :

{ فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ } من هذه النصيحة ، وسترون مغبة عدم قبولها حين يحل بكم العقاب ، وتحرمون جزيل الثواب .

{ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ } أي : ألجأ إليه وأعتصم ، وألقي أموري كلها لديه ، وأتوكل عليه في مصالحي ودفع الضرر الذي يصيبني منكم أو من غيركم . { إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ } يعلم أحوالهم وما يستحقون ، يعلم حالي وضعفي فيمنعني منكم ويكفيني شركم ، ويعلم أحوالكم فلا تتصرفون إلا بإرادته ومشيئته ، فإن سلطكم علي ، َّ فبحكمة منه تعالى ، وعن إرادته ومشيئته صدر ذلك .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{فَسَتَذۡكُرُونَ مَآ أَقُولُ لَكُمۡۚ وَأُفَوِّضُ أَمۡرِيٓ إِلَى ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ بَصِيرُۢ بِٱلۡعِبَادِ} (44)

ثم نصح نصائحه الحكيمة الغالية بقوله : فستذكرون يا قوم ما أقول لكم من حق وصدق .

{ وَأُفَوِّضُ أمري إِلَى الله } - تعالى - وحده لكى يعصمنى من كل سوء .

{ إِنَّ الله } - تعالى - { بَصِيرٌ بالعباد } لا يخفى عليه شئ من أقوالهم أو أفعالهم ، وسيجازى يوم القيامة كل نفس بما كسبت .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{فَسَتَذۡكُرُونَ مَآ أَقُولُ لَكُمۡۚ وَأُفَوِّضُ أَمۡرِيٓ إِلَى ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ بَصِيرُۢ بِٱلۡعِبَادِ} (44)

21

وماذا يبقى بعد هذا البيان الواضح الشامل للحقائق الرئيسية في العقيدة ? وقد جهر بها الرجل في مواجهة فرعون وملئه بلا تردد ولا تلعثم ، بعدما كان يكتم إيمانه ، فأعلن عنه هذا الإعلان ? لا يبقى إلا أن يفوض أمره إلى الله ، وقد قال كلمة وأراح ضميره ، مهدداً إياهم بأنهم سيذكرون كلمته هذه في موقف لا تنفع فيه الذكرى . والأمر كله إلى الله :

( فستذكرون ما أقول لكم ، وأفوض أمري إلى الله ، إن الله بصير بالعباد ) . .

وينتهي الجدل والحوار . وقد سجل مؤمن آل فرعون كلمته الحق خالدة في ضمير الزمان .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{فَسَتَذۡكُرُونَ مَآ أَقُولُ لَكُمۡۚ وَأُفَوِّضُ أَمۡرِيٓ إِلَى ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ بَصِيرُۢ بِٱلۡعِبَادِ} (44)

ثم توعدهم بأنهم سيذكرون قوله عن حلول العذاب بهم ، وسوف بالسين{[10007]} . إذ الأمر محتمل أن يخرج الوعيد في الدنيا أو في الآخرة ، وهذا تأويل ابن زيد . وروى اليزيدي وغيره عن أبي عمرو فتح الياء من : «أمريَ » .


[10007]:أي قال: فستذكرون بالسين، وهي سين التسويف، أي التأخير والتطويل.
 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{فَسَتَذۡكُرُونَ مَآ أَقُولُ لَكُمۡۚ وَأُفَوِّضُ أَمۡرِيٓ إِلَى ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ بَصِيرُۢ بِٱلۡعِبَادِ} (44)

هذا الكلام متاركة لقومه وتنهية لخطابه إياهم ولعله استشعر من ملامحهم أو من مقاطعتهم كلامه بعبارات الإِنكار ، ما أيْأَسَه من تأثرهم بكلامه ، فتحدّاهم بأنهم إن أعرضوا عن الانتصاح لنصحه سيندمون حين يرون العذاب إما في الدنيا كما اقتضاه تهديده لهم بقوله : { إنِّي أخافُ عليكم مِثْلَ يَوْممِ الأحْزَابِ } [ غافر : 30 ] ، أو في الآخرة كما اقتضاه قوله : { إنِّي أخافُ عليكم يَومَ التَّنادِ } [ غافر : 32 ] ، فالفاء تفريع على جملة { ما لِيَ أدْعُوكم إلى النجاة وتَدْعُونني إلى النَّار } [ غافر : 41 ] .

وفعل { ستذكرون } مشتق من الذُّكْر بضم الذال وهو ضد النسيان ، أي ستذكرون في عقولكم ، أي ما أقول لكم الآن يحضر نصب بصائركم يوم تحققه ، فشبه الإِعراض بالنسيان ورمز إلى النسيان بما هو من لوازمه في العقل مُلازمةَ الضد لضده وهو التذكر على طريقة المكنية وفي قرينتها استعارة تبعية . والمعنى سيحلّ بكم من العذاب ما يُذَكِّركم ما أقوله : إنَّه سيحل بكم .

وجملة { وَأُفَوِّضُ أمرِي إلى الله } عطف على جملة { ما لي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى النار } ، ومساق هذه الجملة مساق الانتصاف منهم لما أظهروه له من الشرّ ، يعني : أني أَكِل شأني وشأنكم معي إلى الله فهو يجزي كل فاعل بما فعل ، وهذا كلام مُنصِف فالمراد ب { أمري } شأني ومُهمّي . ويدل لمعنى الانتصاف تعقيبه بقوله : { إن الله بَصيرٌ بالعِبَادِ } معللاً تفويض أمره معهم إلى الله بأن الله عليم بأحوال جميع العباد فعموم العباد شَمِله وشمل خصومَهُ .

وقال في « الكشاف » قوله : { وأُفَوِّضُ أمرِي إلى الله } لأنهم توعدوه ا ه . يعني أن فيه إشعاراً بذلك بمعونة ما بعده .

و { العباد } الناس يطلق على جماعتهم اسم العباد ، ولم أر إطلاق العبد على الإِنسان الواحد ولا إطلاق العبيد على الناس .

والبصير : المطلع الذي لا يخفى عليه الأمر . والبَاء للتعدية كما في قوله تعالى : { فبصرت به عن جنب } [ القصص : 11 ] ، فإذا أرادوا تعدية فعل البصر بنفسه قالوا : أبصره .