الآية 44 وقوله تعالى : { فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ } أي ستذكرون إذا عاينتم ما أعدّ لكم وأعد لنا أن ما كنتم عليه ، ودعوتموني إليه دعاء إلى الهلاك ، وما دعوتكم إليه ، هو دعاء إلى الجنة ، أو يقول : ستذكرون ما نصحت بدعائي إياكم إلى ما به نجاتكم .
وقوله تعالى : { وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ } هذا يخرّج على وجوه :
أحدها : كأنهم خوّفوه ، وأوعدوه بأنواع الوعيد والتخويف ، فقال عند ذلك : { وأُفوّض أمري إلى الله } وأتوكّل عليه ، فيحفظني ، ويدفع شركم وما تقصدون بي ، والله أعلم .
والثاني : { وأفوّض أمري إلى الله } أي عليه أتوكل [ وبه أكِل ]{[18284]} في جميع الأمور من الخيرات والشرور ، وهو الكافي لذلك .
والثالث : إظهار الحاجة إليه ، والمؤمن أبدا يكون مُظهرًا للحاجة إلى الله تعالى في كل وقت وكل ساعة ، والله أعلم .
والرابع : { وأفوّض أمري إلى الله } أي لا أشتغل بشيء في أمري ، أصيّره إلى الله تعالى .
وعلى قول المعتزلة : لا يصح تفويض [ الأمر ]{[18285]} إلى الله تعالى لأنهم يقولون : إن عليه أن يعطي جميع ما يحتاج إليه المكلّف حتى لا يبقى عنده مزيد ، وإذا لم يبق عنده شيء فليس لتفويض الأمر إليه معنى ، والله الموفّق .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.