والاستفهام فى قوله - سبحانه - : { فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ } للتهويل والتعجيب من شدة هذا العذاب الذى حاق بقوم نوح - عليه السلام - .
أى : فكيف كان عذابى لهم ، وإنذارى إياهم ؟ لقد كانا على كيفية هائلة لا يحيط بها الوصف ، ولا تحدها العبارة .
والنذر : مفرده نذير ، وجمع لتكرار الإنذار من نوح - عليه السلام - لقومه .
قال الجمل : وقرىء فى السبع بإثبات الياء وحذفها . وأما فى الرسم فلا تثبت لأنها من ياءات الزوائد ، وكذا يقال فى المواضع الآتية كلها . . .
وقوله : فَكَيْفَ كانَ عَذَابِي ونُذُرْ يقول تعالى ذكره : فكيف كان عذابي لهؤلاء الذين كفروا بربهم من قوم نوح ، وكذّبوا رسوله نوحا ، إذ تمادوا في غيهم وضلالهم ، وكيف كان إنذاري بما فعلت بهم من العقوبة التي أحللت بهم بكفرهم بربهم ، وتكذيبهم رسوله نوحا ، صلوات الله عليه ، وهو إنذار لمن كفر من قومه من قريش ، وتحذير منه لهم ، أن يحلّ بهم على تماديهم في غيهم ، مثل الذي حلّ بقوم نوح من العذاب .
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
وقوله:"فَكَيْفَ كانَ عَذَابِي ونُذُر "يقول تعالى ذكره: فكيف كان عذابي لهؤلاء الذين كفروا بربهم من قوم نوح، وكذّبوا رسوله نوحا، إذ تمادوا في غيهم وضلالهم، وكيف كان إنذاري بما فعلت بهم من العقوبة التي أحللت بهم بكفرهم بربهم، وتكذيبهم رسوله نوحا، صلوات الله عليه، وهو إنذار لمن كفر من قومه من قريش، وتحذير منه لهم، أن يحلّ بهم على تماديهم في غيهم، مثل الذي حلّ بقوم نوح من العذاب. وقوله: "وَنُذُرِ" يعني: وإنذاري.
تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :
{فكيف كان عذابي ونُذرِ} يخرّج على وجهين:
أحدهما: أليس ما وعدهم رُسُلي من العذاب بالتكذيب صدقا حقا؟ وأُريد بقوله: {ونُذر} أي رسُلي.
والثاني: أليس وجدوا عذابي شديدا ونُذري ما وقعت به النذارة، وهو العذاب الذي أُنذروا به. والنُّذر على هذا التأويل المُنذَر به...
التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :
"فكيف كان عذابي ونذر " تهديد للكفار وتنبيه لهم على عظم ما فعله بأمثالهم من الكفار الجاحدين لتوحيده.
لطائف الإشارات للقشيري 465 هـ :
{فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ}. قالها على جهة التعظيم لأمرِه...
وفي هذا قوةٌ لرجاء أهل الدين، إذا لقوا في دين الله محنةً؛ فإنَّ الله يُهلِكُ -عن قريب- عَدوَّهم، ويُمكِّنُهم من ديارهم وبلادهم، ويورثهم ما كان إليهم.
وكذلك كانت قصة موسى عليه السلام مع فرعون وقومه، وسنةُ اللَّهِ في جميع أهل الضلال أن يُعِزَّ أولياءَه بعد أن يزهق أعداءَه.
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي 468 هـ :
{فكيف كان عذابي} استفهام معناه التقرير.
الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :
{فكيف كان عذابي ونذر} تخويف لقريش وتوبيخ.
محاسن التأويل للقاسمي 1332 هـ :
{فكيف كان عذابي ونذر} أي عذابي لهؤلاء الكفرة، قوم نوح، وإنذاراتي بما أحللت بهم، ليحذر أمثالهم وينتهوا عما يقترفونه.
تفسير القرآن للمراغي 1371 هـ :
والخلاصة: انظر كيف كان عذابي لمن كفر بي، وكذب رسلي، وكيف انتصرت لهم، وأخذت أعداءهم بما يستحقون؟.
... فالحق سبحانه لم يظلمهم ولم يأخذهم على غفلة، إنما قدم لهم الإنذار، وأي إنذار بعد دعوة استمرت ألف سنة إلا خمسين عاما أنذرهم فيها نوح بعذاب الله، وكما يقولون: قد أعذر من أنذر.
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.