اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{فَكَيۡفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ} (16)

قوله : { فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ } كان الظاهر فيها أنها ناقصة ( و ) «فَكَيْفَ » خبر مقدم . وقيل : يجوز أن تكون تامة ، فتكون «كَيْفَ » في محل نصب إما على الظرف{[54016]} وإِمَّا على الحال كما تقدم تحقيقه في البقرة{[54017]} .

فصل

وحذفت ياء الإضافة من «نُذُر » كما حذفت ياء «يَسْر » في قوله تعالى : { والليل إِذَا يَسْرِ } [ الفجر : 4 ] ؛ وذلك عند الوقف ، ومثله كثير ، كقوله : { فَإِيَّايَ فاعبدون } [ العنكبوت : 56 ] { وَلاَ يُنقِذُونَ } [ يس : 23 ] { ياعباد فاتقون } [ الزمر : 16 ] { وَلاَ تَكْفُرُونِ } [ البقرة : 152 ] وقرئ بإثبات الياء في : «عَذَابِي ونُذُرِي »{[54018]} .


[54016]:الغالب في كيف أن تكون استفهاما إما حقيقيا أو غيره، وأن تكون شرطا وتسميتها بالظرف عن سيبويه وعن الأخفش والسّيرافي أنها اسم غير ظرف وبنوا على هذا الخلاف أمورا ذكرها ابن هشام في المغني 205 و206.
[54017]:عند الآية الشهيرة 280: {وإن كان عُسرة}، ولعل المؤلف يقصد قوله: {قل من كان عدوّا لجبريل} من الآية 97 من نفس السورة ففيه الشبه والتركيب اللذان في تلك الآية.
[54018]:ولم أعرف من قرأ بها ولا مرجعا أتى بها. وهي بلا شك شاذة.