المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{وَقَالُواْ لَوۡلَا نُزِّلَ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانُ عَلَىٰ رَجُلٖ مِّنَ ٱلۡقَرۡيَتَيۡنِ عَظِيمٍ} (31)

31- وقال المشركون ، استخفافاً بمحمد ، واستعظاماً أن ينزل عليه القرآن : هلا نزل القرآن - الذي يزعم أنه وحى الله - على رجل عظيم من مكة أو الطائف ؟ .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَقَالُواْ لَوۡلَا نُزِّلَ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانُ عَلَىٰ رَجُلٖ مِّنَ ٱلۡقَرۡيَتَيۡنِ عَظِيمٍ} (31)

قوله تعالى : { وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم } يعنون الوليد بن المغيرة من مكة ، وعروة بن مسعود الثقفي بالطائف ، قاله قتادة . وقال مجاهد : عتبة بن ربيعة من مكة ، وابن عبد ياليل الثقفي من الطائف . وقيل : الوليد بن المغيرة من مكة ، ومن الطائف : خبيب بن عمرو بن عمير الثقفي . ويروى هذا عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَقَالُواْ لَوۡلَا نُزِّلَ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانُ عَلَىٰ رَجُلٖ مِّنَ ٱلۡقَرۡيَتَيۡنِ عَظِيمٍ} (31)

ثم حكى - سبحانه - لونا آخر من ألوان حسدهم وعنادهم فقال : { وَقَالُواْ لَوْلاَ نُزِّلَ هذا القرآن على رَجُلٍ مِّنَ القريتين عَظِيمٍ } .

والمراد بالقريتين مكة أو الطائف . . ومقصودهما إحداهما ، كالوليد بن المغيرة من مكة ، وكعروة بن مسعود من الطائف . .

ويعنون بالعظم : كثرة المال ، والرئاسة فى قومه .

أى : وقال هؤلاء المشركون - على سبل العناد والحسد - : هلا أنزل هذا القرآن ، الذى يقرؤه علينا محمد - صلى الله عليه وسلم - على رجل عظيم فى ماله وسلطانه ، ويكون من إحدى هاتين القريتين ، وهما مكة أو الطائف .

فهم لجهلهم وانطماس بصائرهم ، استكثروا أن ينزل هذا القرآن على محمد - صلى الله عليه وسلم - الذى وإن كان فى القمة من الشرف والسمو بين قومه إلا أنه لم يكن أكثرهم مالا وسلطانا ، وهم يريدون أن تكون النبوة فى زعيم من زعمائهم ، أورئيس من رؤسائهم .

وهذا منهم - كما يقول الآلوسى - لجهلهم بأن رتبة الرسالة ، إنما تستدعى عظيم النفس ، بالتخلى عن الرذائل الدنية ، والتحلى بالكمالات والفضائل القدسية ، دون التزخرف بالزخارف الدنيوية .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَقَالُواْ لَوۡلَا نُزِّلَ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانُ عَلَىٰ رَجُلٖ مِّنَ ٱلۡقَرۡيَتَيۡنِ عَظِيمٍ} (31)

الضمير في [ قالوا ] لقريش ، وذلك أنهم استبعدوا أولا أن يرسل الله تعالى بشرا ، فلما تقرّر أمر موسى ، وعيسى ، وإبراهيم عليهم السلام ولم يكن لهم في ذلك مدفع رجعوا( {[10197]} ) يناقضون فيما يخص محمدا صلى الله عليه وسلم بعينه فقالوا : لم كان محمدا –عليه الصلاة والسلام- ولم يكن نزول الشرع على رجل من إحدى القريتين عظيم ؟ وقدر المبرد قولهم : على رجل من رجلين من القريتين ، والقريتان : مكة والطائف ، ورجل مكة الذي أشاروا إليه ، قال ابن عباس رضي الله عنهما : هو الوليد بن المغيرة المخزومي ، وقال مجاهد : هو عتبة بن ربيعة ، وقال قتادة : بلغنا أنه لم يبق فخذ من قريش إلا ادعاه ، ورجل الطائف ، قال قتادة : هو عُروة بن مسعود ، وقال ابن عباس رضي الله عنهما : حبيب بن عبد بن عمير( {[10198]} ) ، وقال مجاهد : كنانة ابن عبد يا ليل .

قال القاضي أبو محمد رحمه الله :

وإنما قصدوا إلى من عَظُم ذكره بالسِّن والقِدَم ؛ وإلا فرسول الله صلى الله عليه وسلم كان حينئذ أعظم من هؤلاء لكن لمَّا عظُم أولئك قبل مدّة النبي صلى الله عليه وسلم وفي صباه استمرّ ذلك لهم .


[10197]:- في بعض النسخ: «جعلوا يناقضون».
[10198]:- الصواب: حبيب بن عمرو بن عمير الثقفي كما جاء في كل التفاسير.