فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَقَالُواْ لَوۡلَا نُزِّلَ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانُ عَلَىٰ رَجُلٖ مِّنَ ٱلۡقَرۡيَتَيۡنِ عَظِيمٍ} (31)

{ وَقَالُوا } متحكمين بالباطل { لَوْلَا } هلا { نُزِّلَ هَذَا الْقُرْءانُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ } أي رجل عظيم من إحدى القريتين كقوله { يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ } أي من أحدهما ، والمراد بهما مكة والطائف ، قاله ابن عباس ، وبالرجلين الوليد بن المغيرة من مكة وعروة بن مسعود الثقفي من الطائف ، كذا قال قتادة وغيره : وقال مجاهد وغيره عتبة بن ربيعة من مكة وعمير بن عبد ياليل الثقفي من الطائف ، وقال ابن عباس ، عمير بن مسعود وخيار قريش ، وقال أيضا العظيم الوليد بن المغيرة القرشي وحبيب بن عمير الثقفي ، وعنه قال : يعنون أشرف من محمد الوليد بن المغيرة من أهل مكة ومسعود الثقفي من أهل الطائف ، وقيل غير ذلك ، وظاهر النظم أن المراد رجل من إحدى القريتين عظيم الجاه ، واسع المال ، مسود في قومه ، والمعنى أنه لو كان قرآنا لنزل على رجل من عظماء القريتين ، فهؤلاء المساكين قالوا منصب رسالة الله منصب شريف ، فلا يليق إلا برجل شريف ، وقد صدقوا في ذلك إلا أنهم ضموا إليه مقدمة فاسدة ، وهي أن الرجل الشريف عندهم هو الذي يكون كثير المال والجاه ، ومحمد صلى الله عليه وسلم ، ليس كذلك ،