تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَقَالُواْ لَوۡلَا نُزِّلَ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانُ عَلَىٰ رَجُلٖ مِّنَ ٱلۡقَرۡيَتَيۡنِ عَظِيمٍ} (31)

الآية 31 وقوله تعالى : { وقالوا لولا نُزّل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم } ظن هؤلاء أنه لما وُسّع عليهم الدنيا ، وأُنعم عليهم ، وأُعطي لهم الأموال ، إنما أُعطوا ذلك ووُسّع عليهم ، لكرامة لهم عند الله وفضل وقدر لديه . ومن ضُيّق عليه الدنيا ، ولم يُعط ذلك ، إنما ضُيّق عليه ، ومُنع لهوان له عنده . فقالوا [ عند ]{[18921]} ادّعاء محمد صلى الله عليه وسلم الرسالة ونزول القرآن عليه من الله تعالى : { لولا نُزّل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم } ظنوا أن من عظُم قدره ومنزلته عند الخلق بما وُسّع عليه ، وأُعطي من الأموال ، هو عند الله كذلك .

قالوا{[18922]} لو كان ما يقول محمد حقا : إن هذا القرآن إنما أُنزل من عند الله هلاّ أُنزل على رجل من القريتين عظيم ؟ فأخبر عز وجل أنه لم يوسّع الدنيا على من وسّع لفضل منزلته وقدره عنده ، [ وضيّق ]{[18923]} على من ضيق لهوان له عنده . لكن رُبّ مضيق عليه مكرّم عظيم عند الله ، وربّ مُوسّع عليه يكون مهانا عنده .


[18921]:من نسخة الحرم المكي، ساقطة من الأصل وم.
[18922]:في الأصل وم: قال.
[18923]:في الأصل وم: و.