البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَقَالُواْ لَوۡلَا نُزِّلَ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانُ عَلَىٰ رَجُلٖ مِّنَ ٱلۡقَرۡيَتَيۡنِ عَظِيمٍ} (31)

والضمير في : وقالوا ، لقريش ، كانوا قد استبعدوا أن يرسل الله من البشر رسولاً ، فاستفاض عندهم أمر إبراهيم وموسى وعيسى ، وغيرهم من الرسل صلى الله عليهم .

فلما لم يكن لهم في ذلك مدفع ، ناقضوا فيما يخص محمداً صلى الله عليه وسلم فقالوا : لم كان محمداً ، ولم يكن القرآن ينزل على رجل من القريتين عظيم ؟ أشاروا إلى من عظم قدره بالسن والقدم والجاه وكثرة المال .

وقرىء : على رجل ، بسكون الجيم .

من القريتين : أي من إحدى القريتين .

وقيل : من رجل القريتين ، وهما مكة والطائف .

قال ابن عباس : والذي من مكة : الوليد بن المغيرة المخزومي ، ومن الطائف : حبيب بن عمرو بن عمير الثقفي .

وقال مجاهد : عتبة بن ربيعة ، وكنانة بن عبد ياليل .

وقال قتادة : الوليد بن المغيرة ، وعروة بن مسعود الثقفي .

قال قتادة : بلغنا أنه لم يبق فخذ من قريش إلا ادعاه ، وكان الوليد بن المغيرة يسمى ريحانة قريش ، وكان يقول : لو كان ما يقول محمد حقاً لنزل عليّ أو على ابن مسعود ، يعني عروة بن مسعود ، وكان يكنى أبا مسعود .