معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{فَأَيۡنَ تَذۡهَبُونَ} (26)

{ فأين تذهبون } أي أين تعدلون عن هذا القرآن ، وفيه الشفاء والبيان ؟ قال الزجاج : أي طريق تسلكون أبين من هذه الطريقة التي قد بينت لكم .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{فَأَيۡنَ تَذۡهَبُونَ} (26)

وقوله - سبحانه - : { فَأيْنَ تَذْهَبُونَ } جملة معترضة بين ما سبقها ، وبين قوله - تعالى - بعد ذلك { إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ } ، والمقصود فيها توبيخهم وتعجيزهم عن أن يأتوا ولو بحجة واحدة يدافعون بها عن أنفسهم .

والفاء لتفريع هذا التعجيز والتوبيخ ، على الحجج السابقة ، المثبتة بأن هذا القرآن من عند الله - تعالى - وليس من عند غيره .

و { أين } اسم استفهام عن المكان ، والاستفهام هنا للتعجيز والتقريع ، وهو منصوب بقوله : { تذهبون } .

أى : إذا كان الأمر كما ذكرنا لكم ، فأى طريق تسلكون أوضح وأبين من هذا الطريق الذى أرشدناكم إليه ؟ إنه لا طريق لكم سوى هذا الطريق الذى أرشدناكم إليه .

قال صاحب الكشاف : قوله { فَأيْنَ تَذْهَبُونَ } استضلال لهم ، كما يقال لتارك الجادة اعتسافاً أو ذهابا فى بنيات الطريق - أى : فى الطريق المتشعبة عن الطريق الأصلى - أين تذهب ؟ مثلث حالهم فى تركهم الحق وعدولهم عنه إلى الباطل .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{فَأَيۡنَ تَذۡهَبُونَ} (26)

وقوله : { فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ } ؟ أي : فأين تذهب عقولكم في تكذيبكم بهذا القرآن ، مع ظهوره ووضوحه ، وبيان كونه جاء{[29795]} من عند الله عز وجل ، كما قال الصديق ، رضي الله عنه ، لوفد بني حنيفة حين قدموا مسلمين ، وأمرهم فتلوا عليه شيئا من قرآن مسيلمة الذي هو في غاية الهذيان والركاكة ، فقال : ويحكم ، أين يُذهَب بعقولكم{[29796]} ؟ والله إن هذا الكلام لم يخرج من إلٍّ ، أي : من إله .

وقال قتادة : { فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ } أي : عن كتاب الله وعن طاعته .


[29795]:- (1) في م "حقا".
[29796]:- (2) في م: "أين تذهب عقولكم".