الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{فَأَيۡنَ تَذۡهَبُونَ} (26)

ثم قال تعالى : ( فأين تذهبون )

أي : فأين تعدلون عن ( هذا ) {[74097]} القرآن {[74098]} وعن قبوله وتصديق من {[74099]} جاءكم به ؟ .

قال قتادة : معناه : فأين " تعدلون " {[74100]} عن كتابي وطاعتي {[74101]} ؟ .

وقال : ( وأين تذهبون ) ، ولم يقل ( فإلى أين ) {[74102]} تذهبون {[74103]} كما تقول : ذهبت الشام وذهبت إلى الشام . وذهبت المشرق وذهبت إلى المشرق {[74104]} .

وحكي عن العرب سماعا : انطلق به [ الغور إلي إلى الغور ] {[74105]} .

ولا يجيزه سيبويه إلا في : " ذهبت الشام " سماعا . لا يجوز عنده : " ذهبت مصر " {[74106]} .


[74097]:ساقط من ث.
[74098]:انظر: جامع البيان: 30/83.
[74099]:ث: ما.
[74100]:ث: يعدلون.
[74101]:المصدر السابق.
[74102]:ث: فأين. وهو خطأ.
[74103]:ث: يذهبون.
[74104]:انظر: إعراب النحاس: 5/164 وإعراب مكي: 2/803 وتفسير القرطبي: 19/243.
[74105]:م: الغرر أي إلى الغرر. وفي معاني الفراء 3/243 عن الكسائي: "سمعت العرب تقول: انطلق به الغور، فنصب على معننىن إلقاء الصفة، وانظر: جامع البيان 30/83 والغور من كل شيء عمقُه وبعده، وهو اسم مكان أيضاً يقال: غور تهامة: ما بين ذات عِرق والبحر، وهو الغور، وقيل غير ذلك. وقال الباهلي: "كل ما انحدر مسيله فهو غَورٌ" وقال ابن الأثير: "الغور: ما انخفض من الأرض" انظر: اللسان. (غور) والنهاية لابن الأثير: 3/393.
[74106]:انظر: الكتاب 1/35-36، و4/414. وإعراب النحاس 5/164 قال: "وعلى هذا مذهب البصريين".