اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{فَأَيۡنَ تَذۡهَبُونَ} (26)

قوله تعالى : { فَأيْنَ تَذْهَبُونَ } «أيْنَ » : منصوب ب «تذهبون » ؛ لأنه ظرف مبهم .

وقال أبو البقاء{[59510]} : أي : إلى أين ؟ فحذف حرف الجرِّ ، كقولك : ذهبت «الشام » ، ويجوز أن يحمل على المعنى ، كأنه قال : أين تؤمنون ، يعني : أنه على الحذف ، أو على التضمين ، وإليه نحا مكيٌّ أيضاً .

ولا حاجة إلى ذلك ألبتَّة لأنه ظرف مبهم لا مختص .

فصل في تفسير الآية

قال قتادةُ : فإلى أين تعدلون عن هذا القول ، وعن طاعته{[59511]} .

وقال الزجاج : فأي طريق تسلكون أبين من هذه الطريقة التي بيَّنت لكم .

ويقال : أين تذهب وإلى أين تذهب .

وحكى الفراء عن العرب : ذهبت «الشام » ، وخرجت «العراق » ، وانطلقت السوق ، أي : إليها ؛ وأنشد لبعض بني عقيل : [ الوافر ]

5124- تَصِيحُ بِنَا حنيفةُ إذْ رَأتْنَا *** وأيُّ الأرضِ تَذْهَبُ لِلصِّياحِ{[59512]}

يريد : إلى أيِّ أرض تذهب ، فحذف «إلى » .


[59510]:ينظر: الإملاء 2/281.
[59511]:ذكره القرطبي في "تفسيره" (19/158).
[59512]:ينظر معاني القرآن 3/243، والقرطبي 19/158.