فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَأَيۡنَ تَذۡهَبُونَ} (26)

ثم بكتهم الله سبحانه ووبخهم فقال { فأين تذهبون } الفاء لترتيب ما بعدها على ما قبلها من ظهور إنه وحي مبين ، وليس مما يقولون في شيء أي أين تعدلون عن هذا القرآن وعن طاعته ، قاله قتادة ، وقال الزجاج : معناه أي طريق تسلكون أبين من هذه الطريقة التي قد بينت لكم .

وهذا استضلال لهم كما يقال لتارك الجادة اعتسافا أو ذهابا في جنبات الطريق أين تذهب وإلى أين تذهب ، وحكى الفراء عن العرب ذهبت الشام وخرجت العراق وانطلقت السوق أي إليها قال سمعناه في هذه الأحرف الثلاثة يريد إلى أي أرض تذهب فحذف إلى .