المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{وَلَمۡ تَكُن لَّهُۥ فِئَةٞ يَنصُرُونَهُۥ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَمَا كَانَ مُنتَصِرًا} (43)

43- عند هذه المحنة لم تكن له عشيرة تنصره من دون الله كما كان يعتز ، وما كان هو بقادر على نصرة نفسه .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَلَمۡ تَكُن لَّهُۥ فِئَةٞ يَنصُرُونَهُۥ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَمَا كَانَ مُنتَصِرًا} (43)

قال الله تعالى : { ولم تكن له فئة } جماعة { ينصرونه من دون الله } ، يمنعونه من عذاب الله ، { وما كان منتصراً } ، ممتنعاً منتقماً أي : لا يقدر على الانتصار لنفسه . وقيل لا يقدر على رد ما ذهب عنه .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَلَمۡ تَكُن لَّهُۥ فِئَةٞ يَنصُرُونَهُۥ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَمَا كَانَ مُنتَصِرًا} (43)

ثم ختم - سبحانه - هذه القصة ببيان عظيم قدرته ونفاذ إرادته فقال .

{ وَلَمْ تَكُن لَّهُ فِئَةٌ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ الله وَمَا كَانَ مُنْتَصِراً هُنَالِكَ الولاية لِلَّهِ الحق هُوَ خَيْرٌ ثَوَاباً وَخَيْرٌ عُقْباً } .

أى : ولم تكن لهذا الجاحد المغرور بعد أن خوت جنته على عروشها ، عشيرة ، أو أعوان ينصرونه ، أو يدفعون عنه ما حل به ، وإنما القادر على ذلك هو الله - تعالى - وحده ، وما كان هذا الرجل الذى جحد نعم ربه منتصرا لأنه - سبحانه - قد حجب عنه كل وسيلة تؤدى إلى نصره وعونه ، بسبب إيثاره الغى على الرشد ، والكفر على الإِيمان .

فالآية الكريمة تبين بجلاء ووضوح ، عجز كل قوة عن نصرة ذلك الرجل المخذول سوى قوة الله - عز وجل - ، وعجز ذلك الرجل فى نفسه عن رد انتقام الله - تعالى - منه .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَلَمۡ تَكُن لَّهُۥ فِئَةٞ يَنصُرُونَهُۥ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَمَا كَانَ مُنتَصِرًا} (43)

28

( وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنتَصِراً )

هنا يتفرد الله بالولاية والقدرة : فلا قوة إلا قوته ، ولا نصر إلا نصره .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَلَمۡ تَكُن لَّهُۥ فِئَةٞ يَنصُرُونَهُۥ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَمَا كَانَ مُنتَصِرًا} (43)

{ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ } أي : عشيرة أو ولد ، كما افتخر بهم واستعز { يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا هُنَالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ } اختلف القراء هاهنا ، فمنهم من يقف على قوله : { وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا هُنَالِكَ } أي : في ذلك الموطن الذي حل به عذاب الله ، فلا منقذ منه . ويبتدئ [ بقوله ]{[18193]} { الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ } ومنهم من يقف على : { وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا } ويبتدئ بقوله : { هُنَالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ } .

ثم اختلفوا في قراءة { الْوَلايَةُ } فمنهم من فتح الواو ، فيكون المعنى : هنالك الموالاة{[18194]} لله ، أي : هنالك{[18195]} كل أحد{[18196]} من مؤمن أو كافر{[18197]} يرجع إلى الله وإلى موالاته والخضوع له إذا وقع العذاب ، كقوله : { فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ } [ غافر : 84 ] وكقوله إخبارًا عن فرعون : { حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ } [ يونس : 91 ، 90 ]

ومنهم من كسر الواو من { الْوَلايَةُ } أي : هنالك الحكم لله الحق .

ثم منهم من رفع { الْحَقِّ } على أنه نعت للولاية ، كقوله تعالى : { الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا } [ الفرقان : 26 ]

ومنهم من خفض القاف ، على أنه نعت لله عز وجل ، كقوله : { ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ أَلا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ } [ الأنعام : 62 ] ؛ ولهذا قال تعالى : { هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا } أي : جزاء { وَخَيْرٌ عُقْبًا } أي : الأعمال التي تكون لله ، عز وجل ، ثوابها خير ، وعاقبتها حميدة رشيدة ، كلها خير .


[18193]:زيادة من أ.
[18194]:في ت: "الولاية".
[18195]:في ت: "هناك".
[18196]:في ف: "واحد".
[18197]:في ف: "وكافر".
 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَلَمۡ تَكُن لَّهُۥ فِئَةٞ يَنصُرُونَهُۥ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَمَا كَانَ مُنتَصِرًا} (43)

القول في تأويل قوله تعالى : { وَلَمْ تَكُن لّهُ فِئَةٌ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِراً * هُنَالِكَ الْوَلاَيَةُ لِلّهِ الْحَقّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَاباً وَخَيْرٌ عُقْباً } .

يقول تعالى ذكره : ولم يكن لصاحب هاتين الجنتين فِئَة ، وهم الجماعة كما قال العَجّاج :

*** كمَا يَحُوزّ الفِئَةُ الكَمِيّ ***

وبنحو ما قلنا في ذلك ، قال أهل التأويل ، وإن خالف بعضهم في العبارة عنه عبارتنا ، فإن معناهم نظير معنانا فيه . ذكر من قال ذلك :

حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى «ح » وحدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قول الله عزّ وجلّ : وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللّهِ قال : عشيرته .

حدثنا القاسم ، قال : حدثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد ، مثله .

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ولَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللّهِ : أي جند ينصرونه .

وقوله : يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللّهِ يقول : يمنعونه من عقاب الله وعذاب الله إذا عاقبه وعذّبه . وقوله وَما كانَ مُنْتَصِرا يقول : ولم يكن ممتنعا من عذاب الله إذا عذّبه ، كما :

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة وَما كانَ مُنْتَصِرا : أي ممتنعا .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَلَمۡ تَكُن لَّهُۥ فِئَةٞ يَنصُرُونَهُۥ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَمَا كَانَ مُنتَصِرًا} (43)

{ ولم تكن له فئة } وقرأ حمزة والكسائي بالياء لتقدمه . { ينصرُونه } يقدرون على نصره بدفع الإهلاك أو رد المهلك أو الإتيان بمثله . { من دون الله } فإنه القادر على ذلك وحده . { وما كان منتصرا } وما كان ممتنعا بقوته عن انتقام الله منه .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَلَمۡ تَكُن لَّهُۥ فِئَةٞ يَنصُرُونَهُۥ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَمَا كَانَ مُنتَصِرًا} (43)

وقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر وعاصم وأبو عمرو والحسن وأبو جعفر وشيبة : «ولم تكن » بالتاء على لفظة الفئة ، وقرأ حمزة والكسائي ومجاهد وابن وثاب «ولم يكن » بالياء على المعنى ، «الفئة » الجماعة التي يلجأ إلى نصرها ، قال مجاهد هي العشيرة .

قال القاضي أبو محمد : وهي عندي من فاء يفيء وزنها فئة ، حذفت العين تخفيفاً{[7811]} ، وقد قال أبو علي وغيره : هي من فاوت وليست من فاء ، وهذا الذي قالوه أدخل في التصريف ، والأول أحكم في المعنى ، وقرأ ابن أبي عبلة : «فئة تنصره » .


[7811]:في اللسان: "الفئة: الطائفة، والهاء عوض عن الياء التي نقصت من وسطه، أصله فيء، مثال فيع ؛ لأنه من فاء، ويجمع: فئون وفئات. وقال ابن بري: هذا الذي قاله الجوهري سهو، وأصله فثو مثل فعو، فالهمزة عين لا لام، والمحذوف لامها وهو الواو".
 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَلَمۡ تَكُن لَّهُۥ فِئَةٞ يَنصُرُونَهُۥ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَمَا كَانَ مُنتَصِرًا} (43)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

يقول الله تعالى: {ولم تكن له فئة ينصرونه من دون الله}، يعني: جندا يمنعونه من عذاب الله الذي نزل بجنته،

{وما كان منتصرا}، يعني: ممتنعا.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول تعالى ذكره: ولم يكن لصاحب هاتين الجنتين "فِئَة"، وهم الجماعة... "يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللّهِ "يقول: يمنعونه من عقاب الله وعذاب الله إذا عاقبه وعذّبه.

"وَما كانَ مُنْتَصِرا" يقول: ولم يكن ممتنعا من عذاب الله إذا عذّبه...

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

هذا، والله أعلم، مقابل ما قال: {أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا} أي لم يُغْنِهِ من عذاب الله ما ذكر من النصر، ولا قدر أن يقوم بنفسه منتصرا بالمال الذي ذكر.

لطائف الإشارات للقشيري 465 هـ :

{وَلَمْ تَكُن لَّهُ فِئَةٌ يَنصُرُونَهُ}: مَنْ اشْتَهَرَ أمرُهُ بِسُخْطِ السلطانِ عليه لم ينظر إليه أحدٌ من الجُنْدِ والرعية، كذلك مَنْ وَسمَه الحقُّ بكيِّ الهَجْرِ لم يَرْثِ له مَلَكٌ ولا نبيٌّ، ولم يَحْمِه صديقٌ ولا وليٌّ...

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

... فإن قلت: ما معنى قوله: {يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ الله}؟ قلت: معناه يقدرون على نصرته من دون الله، أي: هو وحده القادر على نصرته لا يقدر أحد غيره أن ينصره إلا أنه لم ينصره لصارف وهو استيجابه أن يخذل {وَمَا كَانَ مُنْتَصِراً}: وما كان ممتنعاً بقوّته عن انتقام الله...

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

... المراد من قوله: {ينصرونه من دون الله} هو أنه ما حصلت له فئة يقدرون على نصرته من دون الله أي هو الله تعالى وحده القادر على نصرته ولا يقدر أحد غيره أن ينصره.

روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي 1270 هـ :

والمراد من النصرة لازمها وهو القدرة عليها أي لم تكن له فئة تقدر على نصره إما بدفع الهلاك قبل وقوعه أو برد المهلك بعينه على القول بجواز إعادة المعدوم بعينه أو برد مثله على القول بعدم جواز ذلك...

تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي 1376 هـ :

وكيف ينتصر، أي: يكون له أنصارا على قضاء الله وقدره الذي إذا أمضاه وقدره، لو اجتمع أهل السماء والأرض على إزالة شيء منه، لم يقدروا...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

وأحاط به هذا العقاب لا لمجرد الكفر، لأن الله قد يمتع كافرين كثيرين طول حياتهم ويملي لهم ويسْتدرجهم. وإنما أحاط به هذا العقاب جزاء على طغيانه وجعله ثروته وماله وسيلة إلى احتقار المؤمن الفقير، فإنه لما اعتز بتلك النعم وتوسل بها إلى التكذيب بوعد الله استحق عقاب الله بسلب تلك النعم عنه كما سلبت النعمة عن قارون حين قال: {إنما أوتيته على علم عندي} [القصص: 78]. وبهذا كان هذا المثل موضع العبرة للمشركين الذين جعلوا النعمة وسيلة للترفع عن مجالس الدعوة لأنها تجمع قوماً يرونهم أحط منهم وطلبوا من النبي طردهم عن مجلسه كما تقدم...

زهرة التفاسير - محمد أبو زهرة 1394 هـ :

كان الغرور المفتون بجنته يعتز بماله، فيقول أنا أكثر منك مالا، وكان يعتز بماله، فيقول أنا أكثر منك مالا، وكان يعتز بنفره، ويقول أنا أكثر منك مالا وولدا، وهذا مآله قد آل إلى فناء وخراب، وذهب نفره فلم يكن له نصراء ينصرونه من دون الله، ولذا قال سبحانه مبينا عزلته.

{ولم تكن له فئة ينصرونه من دون الله وما كان منتصرا 43}.

الفئة الجماعة المناصرة، أو العصبة التي تناصره، اعتز بها، ولقد قال: {أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا} فأبعد الله عنه عزة النفر عند إبعاد المال، فلم يكن هناك فئة تنصره على كل حال، بل كانوا فئة تناصر ماله، ولا تناصر شخصه فلا نصير له من دون الله، وقد تخلى الله تعالى عنه لعصيانه فلم يكن له نصير من غيره، ولمن يكن هو منتصرا بذاته، فليس قويا في ذاته ينتصر لنفسه، وليست قوة من خارجه وما كان ممتنعا بقوة شبه ذلك، وقال قتادة ما كان مستردا بدل ما فقد منه، والفئة مشتقة من الفيء، أي يفئ إليها لتنصره، فهي العشيرة ويظهر أن ذلك يوم القيامة، ولذا قال تعالى:

{هنالك الولاية لله الحق هو خير ثوابا وخير عقبا}.

تفسير من و حي القرآن لحسين فضل الله 1431 هـ :

ويتجسّد في نهاية المطاف الدرس الرائع، حيث نجد الإنسان الطاغي المتجبِّر، المزهوّ بذاته وبثرائه، عارياً من كل شيء أمام الحقيقة الكبيرة التي تملأ الكون كله، فلا نرى هناك إلا الذي يمنح ويأخذ، ويعطي ويمنع، فله الولاية الحق على كل شيء، ولهذا فإن الإيمان به، واللجوء إليه، والاستسلام لأوامره ونواهيه... هو الخط الصحيح الذي ينتهي إلى الثواب الأفضل، والعاقبة الأفضل. {وَلَمْ تَكُن لَّهُ فِئَةٌ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ} من كل هؤلاء الذين كانوا يحيطون به، ويتزلفون إليه، ويضخّمون له شخصيته، ويرفعون له مقامه، ويعرضون أنفسهم للدفاع عنه، وينصرونه في مقابل أعدائه، لأنهم إذا استطاعوا نصرته على الآخرين، فهل يملكون أن ينصروه من الله الذي هو المهيمن على كل شيء بقدرته؟! {وَمَا كَانَ مُنْتَصِراً} أي ممتنعاً عن عقاب الله لو أراد أن ينتصر لنفسه...

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

وعادةً، فإنَّ الأصدقاء الذين يلتفون حولَ الإِنسان لأجلِ المال والثروة مثلهم كمثل الذباب حول الحلوى، وقد يُفكِّر الإِنسان أحياناً بالاعتماد عليهم في الأيّام الصعبة، ولكن عندما يُصاب فيما يملك يتفرق هؤلاء الخلاّن مِن حوله، لأنَّ صداقتهم له لم تكن لرابط معنوي، بل كانت لأسباب مادية، فإذا زالت هذه الأسباب انتفت الرفقة! وهكذا انتهي كل شيء ولا ينفع الندم، لأنّ مِثل هذِه اليقظة الإِجبارية التي تحدث عندَ نزول الابتلاءات العظيمة يُمكن ملاحظتها حتى عندَ أمثال فرعون ونمرود، وهي بلا قيمة، لهذا فإِنّها لا تؤثِّر على حال مَن ينتبه. صحيح أنَّهُ ذكر عبارة (لم أشرك بربّي أحداً) وهي نفس الجملة التي كانَ قد قالها لهُ صديقه المؤمن، إِلاَّ أنَّ المؤمن قالها في حالة السلامة وعدم الابتلاء، بينما ردَّدها صاحب البستان في وقت الضيق والبلاء.