اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَلَمۡ تَكُن لَّهُۥ فِئَةٞ يَنصُرُونَهُۥ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَمَا كَانَ مُنتَصِرًا} (43)

قوله : { وَلَمْ تَكُن لَّهُ فِئَةٌ } : قرأ الأخوان{[21096]} [ " يَكُنْ " ] بالياء من تحت ، والباقون من فوق ، وهما واضحتان ؛ إذ التأنيث مجازيٌّ ، وحسن التذكير للفصل .

قوله : " يَنْصُرونَهُ " يجوز أن تكون هذه الجملة خبراً ، وهو الظاهر ، وأن تكون حالية ، والخبر الجار المتقدم ، وسوَّغ مجيء الحال من النَّكرة تقدم النفي ، ويجوز أن تكون صفة ل " فئةٍ " إذا جعلنا الخبر الجارَّ .

وقال : " يَنْصُرونَهُ " حملاً على معنى " فِئةٍ " لأنَّهم في قوَّة القوم والنَّاس ، ولو حمل على لفظها ، لأفرد ؛ كقوله تعالى : { فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ الله وأخرى كَافِرَةٌ } [ آل عمران : 13 ] .

وقرأ{[21097]} ابن أبي عبلة : " تَنْصرُهُ " على اللفظ ، قال أبو البقاء{[21098]} : " ولو كان " تَنْصرهُ " لكان على اللفظ " . قال شهاب الدين : قد قرئ بذلك ، كما عرفت .

[ قال بعضهم ]{[21099]} : ومعنى " يَنْصُرونَهُ " يقدرون على نصرته ، ويمنعونه من عذاب الله { وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا } ممتنعاً متنعماً ، أي : لا يقدر على الانتصار لنفسه ، وقيل : لا يقدر على ردِّ ما ذهب عنه .


[21096]:ينظر: السبعة 392، والتيسير 143، والحجة 418، والإتحاف 2/215، والحجة للقراء السبعة 5/149، والنشر 2/211، وإعراب القراءات السبع وعللها لابن خالويه 1/395.
[21097]:ينظر: البحر 6/124، والدر المصون 4/459.
[21098]:ينظر: الإملاء 2/103.
[21099]:في ب: فصل.