ثم ختم - سبحانه - السورة الكريمة ، ببيان أن مشيئته - تعالى - هى النافذة ، فقال : { وَمَا تَشَآءُونَ إِلاَّ أَن يَشَآءَ الله رَبُّ العالمين } .
أى : وما تشاءون الاستقامة أو غيرها ، إلا إذا شاءها وأرادها الله - تعالى - رب العالمين ، إذ مشيئة الله - تعالى - هى النافذة ، أما مشيئتكم فلا وزن لها إلا إذا أذنت بها مشيئته - تعالى - .
فالمقصود من الآية الكريمة بيان أن كل مشيئة لا قيمة لها ولا وزن . . إلا إذا أيدتها مشيئة الله - عز وجل - .
وقوله : وَما تَشاءُونَ إلاّ أنْ يَشاءَ اللّهَ رَبّ العالَمِينَ يقول تعالى ذكره : وما تشاءون أيها الناس الاستقامة على الحقّ ، إلا أن يشاء الله ذلك لكم . وذُكر أن السبب الذي من أجله نزلت هذه الاَية ما :
حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا مهران ، عن سفيان ، عن سعيد بن عبد العزيز ، عن سليمان بن موسى ، لما نزلت لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أنْ يَسْتَقِيمَ قال أبو جهل : ذلك إلينا ، إن شئنا استقمنا ، فنزلت : وَما تَشاءُونَ إلاّ أنْ يَشاءَ اللّهُ رَب الْعَالَمِينَ .
حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا عبد الرحمن ، قال : حدثنا سفيان ، عن سعيد بن عبد العزيز ، عن سليمان بن موسى ، قال : لما نزلت هذه الاَية : لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أنْ يَسْتَقِيمَ قال أبو جهل : الأمر إلينا ، إن شئنا استقمنا ، وإن شئنا لم نستقم ، فأنزل الله : وَما تَشاءُونَ إلاّ أنْ يَشاءَ اللّهُ رَبّ العالَمِينَ .
حدثني ابن البَرْقيّ ، قال : حدثنا عمرو بن أبي سلمة ، عن سعيد ، عن سليمان بن موسى ، قال : لما نزلت هذه الاَية : لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أنْ يَسْتَقِيمَ قال أبو جهل : ذلك إلينا ، إن شئنا استقمنا ، وإن شئنا لم نستقم ، فأنزل الله : وَما تَشاءُونَ إلاّ أنْ يَشاءَ اللّهُ رَبّ العالَمِينَ .
ثم خصص تعالى من شاء الاستقامة بالذكر تشريفاً وتنبيهاً وذكراً لتكسبهم أفعال الاستقامة ، ثم بين تعالى أن تكسب المرء على العموم في استقامة وغيرها إنما يكون مع خلق الله تعالى واختراعه الإيمان في صدر المرء ، وروي أنه نزل قوله تعالى : { لمن شاء منكم أن يستقيم } فقال أبو جهل : هذا أمر قد وكل إلينا ، فإن شئنا استقمنا وإن شئنا لم نستقم ، فنزلت { وما تشاؤون إلا أن يشاء الله } يقول الله تعالى : يا ابن آدم تريد وأريد فتتعب فيما تريد ولا يكون إلا ما أريد{[11669]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.