المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{عٓسٓقٓ} (2)

1 - حم . عسق : افتتحت هذه السورة بهذه الحروف الصوتية على طريقة القرآن الكريم في افتتاح كثير من السور بمثل هذه الحروف .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{عٓسٓقٓ} (2)

بسم الله الرحمن الرحيم { حم } . { عسق } لعله اسمان للسورة ولذلك فصل بينهما وعدا آيتين ، وإن كانا اسما واحدا فالفصل ليطابق سائر الحواميم ، وقرئ " حم سق " .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{عٓسٓقٓ} (2)

فصلت : { حم } من : { عسق } ، ولم يفعل ذلك ب { كهيعص } [ مريم : 1 ] لتجري هذه مجرى الحواميم أخواتها .

وقرأ الجمهور : «حم عسق » . وقرأ ابن مسعود وابن عباس : «حم سق » بسقوط عين ، والأقوال في هذه كالأقوال في أوائل السور . وروى حذيفة في هذا حديثاً مضمنه : أنه سيكون في هذه الأمة مدينتان يشقهما نهر بالمشرق ، تهلك إحداهما ليلاً ثم تصبح الأخرى سالمة ، فيجتمع فيها جبابرة المدينتين متعجبين من سلامتها ، فتهلك من الليلة القابلة ، وأن { حم } معناه : حم هذه الأمر . وعين : معناه عدلاً من الله . وسين : سيكون ذلك . وقاف : معناه يقع ذلك بهم{[10105]} . وروي أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه كان يستفيد علم الفتن والحروب من هذه الأحرف التي في أوائل السور .


[10105]:أخرجه ابن جرير، وابن أبي حاتم، ونعيم بن حماد، والخطيب. ذكر ذلك السيوطي في (الدر المنثور)، وفي تفسير الطبري أن هذا الخبر عن أرطاة بن المنذر، وفي أوله أن رجلا جاء إلى ابن عباس رضي الله عنهما، فقال له – وعنده حذيفة بن اليمان-: أخبرني عن تفسير قول الله: {حم عسق} فأطرق ثم أعرض عنه- ثلاث مرات- فقال حذيفة للرجل: أنا أنبئك بها... الخ، قال القرطبي: (ونظير هذا التفسير ما روى جرير بن عبد الله البجلي، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (تبنى مدينة بين دجلة ودجيل وقطربل والصراة، يجتمع فيها جبابرة الأرض، تجبى إليها الخزائن يخسف بها- وفي رواية بأهلها- فلهي أسرع ذهابا في الأرض من الوتد الجيد في الأرض الرخوة)، ولكن ابن كثير قال عن خبر حذيفة: (وقد روى ابن جرير هنا أثرا غريبا عجيبا منكرا).

   
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{عٓسٓقٓ} (2)

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

خصت بزيادة كلمة {عسق} على أوائل السور من آل {حم} ولعل ذلك لحال كانوا عليه من شدّة الطعن في القرآن وقت نزول هذه السورة، فكان التحدي لهم بالمعارضة أشد فزيد في تحدّيهم من حروف التهجّي. وإنّما لم تُوصل الميم بالعين كما وصلت الميم بالراء في طالعة سورة الرعد، وكما وصلت الميم بالصاد في مفتتح سورة الأعراف، وكما وصلت العين بالصاد في مفتتح سورة مريم، لأن ما بعد الميم في السور الثلاث حرف واحد فاتصاله بما قبله أولى بخلاف ما في هذه السورة فإنه ثلاثة حروف تشبه كلمة فكانت أولى بالانفصال.