مفاتيح الغيب للرازي - الفخر الرازي  
{عٓسٓقٓ} (2)

بسم الله الرحمن الرحيم

{ حم * عسق * كذلك يوحي إليك وإلى الذين من قبلك الله العزيز الحكيم * له ما في السماوات وما في الأرض وهو العلي العظيم * تكاد السموات يتفطرن من فوقهن والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض ألا إن الله هو الغفور الرحيم * والذين اتخذوا من دونه أولياء الله حفيظ عليهم وما أنت عليهم بوكيل } .

اعلم أن الكلام في أمثال هذه الفواتح معلوم إلا أن في هذا الموضع سؤالان زائدان ( الأول ) أن يقال إن هذه السور السبعة مصدرة بقوله { حم } فما السبب في اختصاص هذه السورة بمزيد { عسق } ؟ ( الثاني ) أنهم أجمعوا على أنه لا يفصل بين { كهيعص } وهاهنا يفصل بين { حم } وبين { عسق } فما السبب فيه ؟

واعلم أن الكلام في أمثال هذه الفواتح يضيق ، وفتح باب المجازفات مما لا سبيل إليه ، فالأولى أن يفوض علمها إلى الله ، وقرأ ابن عباس وابن مسعود { حم * عسق } .