فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{عٓسٓقٓ} (2)

{ حم ( 1 ) }

قد تقدم الكلام في أمثال هذه الفواتح قال عبد المؤمن : سألت الحسن ابن الفضل لم قطع حم من عسق ؟ ولم يقطع كهيعص ؟ فقال : لأنها بين سور أولها حم ، فجرت مجرى نظائرها قبلها وبعدها ، فكان حم مبتدأ وعسق خبره ولأنهما عدتا آيتين وعدت أخواتهما مثل كهيعص ، وآلمر وآلمص آية واحدة وقيل : إن الحروف المعجمة كلها في المعنى واحد من حيث إنها أس البيان وقاعدة الكلام ذكره الجرجاني .

وقيل : لأن أهل التأويل لم يختلفوا في كهيعص وأخواتها أنها حروف التهجي لا غير ، واختلفوا في حم فقيل : معناها حم أي قضى ما هو كائن ففصلوا بين ما يقدر فيه فعل وبين ما لا يقدر ، وقيل إن ح حلمه ، وم مجده و ع علمه ، وس سناؤه وق قدرته ، أقسم الله بها ، وقيل : هما اسمان للسورة وقيل : اسم واحد لها ، وقيل غير ذلك مما هو متكلف ومتعسف لم يدل عليه دليل ، ولا جاءت به حجة ولا شبهة ، وقد ذكرنا قبل هذا ما روي في ذلك مما لا أصل له ، والحق ما قدمناه لك في فاتحة سورة البقرة .