غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{عٓسٓقٓ} (2)

1

وأما { عسق } فقد قيل : إنه مع { حم } اسم للسورة . وقيل : رموز إلى فتن كان عليّ يعرفها . وقيل : الحاء حكم الله ، والميم ملكه ، والعين علمه ، والسين سناؤه ، والقاف قدرته . وقيل : الحاء حرب علي ومعاوية ، والميم ولاية المروانية ، والعين ولاية العباسية ، والسين ولاية السفيانية ، والقاف قدرة المهدي . وهذه الأقاويل مما لا معول عليها . وقال أهل التصوف : حاء حبه ، وميم محبوبية محمد ، وعين عشقه ، وقاف قربه إلى سيده . أقسم أنه يوحي إليه وإلى سائر الأنبياء من قبله أنه محبوبه في الأزل وبتبعيته خلق الكائنات . والأولى تفويض علمها إلى الله كسائر الفواتح .

وإنما فصل { حم } من { عسق } حتى عدا آيتين خلاف { كهيعص } [ مريم : 1 ] لتقدم { حم } قبله واستقلالها بنفسها ، ولأن جميعها ذكر الكتاب بعدها صريحاً إلا هذه فإنها دلت عليه دلالة التضمن بذكر الوحي الذي يرجع إلى الكتاب . روي عن ابن عباس أنه لا نبي صاحب كتاب إلا أوحى الله إليه { حم عسق } والله أعلم بصحة هذه الرواية . والأظهر أن يقال : مثل الكتاب المسمى بحم عسق يوحي الله إليك وإلى الأنبياء قبلك . والمراد المماثلة في أصول الدين كالتوحيد والعدل والنبوة والمعاد وتقبيح أحوال الدنيا والترغيب في الآخرة كقوله

{ إن هذا لفي الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى } [ الأعلى : 18 ، 19 ] .

/خ1