جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
"إنّ للْمُتّقِينَ" الذين اتقوا عقوبة الله بأداء فرائضه، واجتناب معاصيه "عِنْدَ رَبّهِمْ جَنّاتِ النّعِيمِ" يعني: بساتين النعيم الدائم...
تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :
وفيه ترغيب لمن لزم التقوى، وهو الإسلام...
لطائف الإشارات للقشيري 465 هـ :
الذين يتقون الشِّرْكَ والكُفْر، ثم المعاصيَ والفِسْقَ، لهم عند الله الثوابُ والأجْر...
الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :
{عِندَ رَبِّهِمْ} أي في الآخرة {جنات النعيم} ليس فيها إلا التنعم الخالص، لا يشوبه ما ينغصه كما يشوب جنان الدنيا.
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :
{إن للمتقين} أي العريقين في صفة التقوى خاصة دون غيرهم ممن لا يتقي، والتقوى: الاحتراز بالوقاء الحامل عليه الخوف من المؤذي، قال الملوي: وأصلها أن الفرس الواقي -وهو الموجوع الحافي- لا يضع حافره حتى يرى هل الموضع لين يناسب، وكذا المتقي لا يتحرك ولا يسكن إلا على بصيرة من رضا الله بذلك، فلا يفعل أحد منهم شيئاً من تلك الآثار الخبيثة التي تقدمت للمكذبين، فحازوا الكمال بصلاح القوة العملية الناشئ عن صلاح القوة العلمية، وزاد في الترغيب إشارة إلى جنة القلب وبسط الروح بقوله: {عند ربهم} أي المحسن إليهم في موضع ندم أولئك وخيبة آمالهم، فإن تقريبهم دل على رضاه سبحانه، ورضا صاحب الدار مطلوب قبل نظر الدار، ولما أشار إلى جنة القلب أتبعها جنة القالب فقال تعالى: {جنات} جمع جنة وهي لغة البستان الجامع، وفي عرف الشرع مكان اجتمع فيه جميع السرور وانتفى منه جميع الشرور {النعيم} وهو الخالص من المكدر والمشوش والمنغص، لا شيء فيها غيره أصلاً -بما أفادته الإضافة...
في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :
وكذلك يسوق إلى قريش هذه التجربة من واقع البيئة، ومما هو متداول بينهم من القصص، فيربط بين سنته في الغابرين وسنته في الحاضرين؛ ويلمس قلوبهم بأقرب الأساليب إلى واقع حياتهم. وفي الوقت ذاته يشعر المؤمنين بأن ما يرونه على المشركين -من كبراء قريش- من آثار النعمة والثروة إنما هو ابتلاء من الله، له عواقبه، وله نتائجه. وسنته أن يبتلي بالنعمة كما يبتلي بالبأساء سواء. فأما المتبطرون المانعون للخير المخدوعون بما هم فيه من نعيم، فذلك كان مثلا لعاقبتهم: (ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون).. وأما المتقون الحذرون فلهم عند ربهم جنات النعيم: (إن للمتقين عند ربهم جنات النعيم).. وهو التقابل في العاقبة، كما أنه التقابل في المسلك والحقيقة.. تقابل النقيضين اللذين اختلفت بهما الطريق، فاختلفت بهما خاتمة الطريق!
التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :
من شأن ما ذكر من عذاب الآخرة للمجرمين أن ينشأ عنه سؤال في نفس السامع يقول: فما جزاء المتقين؟ وهو كلام معترض بين أجزاء الوعيد والتهديد وبين قوله: {سنسمه على الخرطوم} [القلم: 16] وقوله: {كذلك العذاب} [القلم: 33]. وقد أشعر بتوقع هذا السؤال قوله بعده: {أفنجعل المسلمين كالمجرمين} [القلم: 35] كما سيأتي. وتقديم المسند على المسند إليه للاهتمام بشأن المتقين ليسبق ذكرُ صفتهم العظيمة ذكْرَ جزائها. واللام للاستحقاق. و {عند} ظرف متعلق بمعنى الكون الذي يقتضيه حرف الجر، ولذلك قُدم متعلَّقُه معه على المسند إليه لأجل ذلك الاهتمام. وقد حصل من تقديم المسند بما معه طولٌ يثير تشويق السامع إلى المسند إليه. والعِندية هنا عندية كرامةٍ واعتناء. وإضافة {جنات} إلى {النعيم} تفيد أنها عُرفت به فيشار بذلك إلى ملازمة النعيم لها لأن أصل الإِضافة أنها بتقدير لام الاستحقاق ف {جنات النعيم} مفيد أنها استحَقها النعيم لأنها ليس في أحوالها إلاّ حال نعيم أهلها، فلا يكون فيها ما يكون في جنات الدّنيا من المتاعب...
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :
إنّ طريقة القرآن الكريم في الكشف عن الحقائق، واستخلاص المواقف، تكون من خلال عملية مقارنة يعرضها الله سبحانه في الآيات الكريمة، وهذا الأسلوب مؤثّر جدّاً من الناحية التربوية.. فمثلا تستعرض الآيات الشريفة حياة الصالحين وخصائصهم وميزاتهم ومعاييرهم.. ثمّ كذلك بالنسبة إلى الطالحين والظالمين، ويجعل كلا منهما في ميزان، ويسلّط الأضواء عليهما من خلال عملية مقارنة، للوصول إلى الحقيقة. وتماشياً مع هذا المنهج وبعد استعراض النهاية المؤلمة ل (أصحاب الجنّة) في الآيات السابقة، يستعرض البارئ عزّ وجلّ حالة المتّقين فيقول: (إنّ للمتّقين عند ربّهم جنّات النعيم). «جنّات» من (الجنّة) حيث كلّ نعمة متصوّرة على أفضل صورة لها تكون هناك، بالإضافة إلى النعم التي لم تخطر على البال...
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.