المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{وَنَادَوۡاْ يَٰمَٰلِكُ لِيَقۡضِ عَلَيۡنَا رَبُّكَۖ قَالَ إِنَّكُم مَّـٰكِثُونَ} (77)

77- ونادى المجرمون - حين يئسوا من تخفيف العذاب الشديد - مالكاً خازن النار قائلين له : سل ربك أن يُميتنا لنستريح من أهوال جهنم . فقال لهم مالك : إنكم مقيمون في العذاب دائماً .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَنَادَوۡاْ يَٰمَٰلِكُ لِيَقۡضِ عَلَيۡنَا رَبُّكَۖ قَالَ إِنَّكُم مَّـٰكِثُونَ} (77)

{ وَنَادَوْا يَامَالِكُ } وهو : خازن النار .

قال البخاري : حدثنا حجاج بن مِنْهال ، حدثنا سفيان بن عيينة ، عن عمرو بن عطاء {[26140]} ، عن صفوان بن يعلى ، عن أبيه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ على المنبر : { وَنَادَوْا يَامَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ } {[26141]} أي : ليقبض أرواحنا فيريحنا مما نحن فيه ، فإنهم كما قال تعالى : { لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا } [ فاطر : 36 ] . وقال : { وَيَتَجَنَّبُهَا{[26142]} الأشْقَى . الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى . ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَى } [ الأعلى : 11 - 13 ] ، فلما سألوا أن يموتوا أجابهم مالك ، { قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ } : قال ابن عباس : مكث ألف سنة ، ثم قال : إنكم ماكثون . رواه ابن أبي حاتم .

أي : لا خروج لكم منها ولا محيد لكم عنها .


[26140]:- (2) في ت: "روى البخاري بإسناده".
[26141]:- (1) صحيح البخاري برقم (4819).
[26142]:- (2) في م: "وسيجنبها".
 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَنَادَوۡاْ يَٰمَٰلِكُ لِيَقۡضِ عَلَيۡنَا رَبُّكَۖ قَالَ إِنَّكُم مَّـٰكِثُونَ} (77)

ثم ذكر تعالى عن أهل النار أنهم ينادون مالكاً خازن النار ، فيقولون على معنى الرغبة التي هي في صيغة الأمر { ليقض علينا ربك } أي ليمتنا مرة حتى يتكرر عذابنا .

وقرأ النبي عليه السلام على المنبر : «يا مالكٍ » بالكاف ، وهي قراءة الجمهور . وقرأ ابن مسعود ويحيى والأعمش : «يا مال » بالترخيم ، ورويت عن علي بن أبي طالب ، ورواها أبو الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم .

والقضاء في هذه الآية بمعنى الموت ، كما قال تعالى : { فوكزه موسى فقضى عليه } [ القصص : 15 ] وروي في تفسير هذه الآية عن ابن عباس أن مالكاً يقيم بعد سؤالهم ألف سنة ، وقال نوف : مائة سنة ، وقيل : ثمانين سنة . وقال عبد الله بن عمر : وأربعين سنة ، ثم حينئذ يقول لهم : { إنكم ماكثون } .