فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَنَادَوۡاْ يَٰمَٰلِكُ لِيَقۡضِ عَلَيۡنَا رَبُّكَۖ قَالَ إِنَّكُم مَّـٰكِثُونَ} (77)

{ وَنَادَوْا يَا مَالِكُ } أي نادى المجرمون هذا النداء ، والإتيان بالماضي على حد { أتى أمر الله } ومالك هو خازن النار ، قرأ الجمهور بغير الترخيم ، وقرئ يا مال بالترخيم ، قيل لابن عباس : إن ابن مسعود قرأ يا مال ، فقال ما أشغل أهل النار عن الترخيم { لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ } بالموت من قضى عليه إذا أماته قال تعالى : { فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ } توسلوا بمالك خازن النار إلى الله سبحانه ليسأله لهم أن يقضي عليهم بالموت ليستريحوا من العذاب ، وقال البيضاوي : هو لا ينافي إبلاسهم فإنه جؤار وتمن للموت من فرط الشدة .

{ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ } أي مقيمون في العذاب ، هانت والله دعوتهم على مالك وعلى رب مالك قيل سكت عن إجابتهم أربعين سنة قاله الخازن والسنة ثلاثمائة وستون يوما واليوم كألف سنة مما تعدون قاله القرطبي وقيل : ثمانين سنة ، وقيل مائة سنة وقال ابن عباس يمكث عنهم ألف سنة ثم يجيبهم بهذا الجواب .