قوله تعالى : { وَنَادَوْاْ يا مالك } العامة من غير ترخيم . وعَلِيُّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ، وعبدُ الله بن وثَّاب والأعمشُ يَا مَالِ «مرخَّماً »{[50088]} على لغة ينتظر المحذوف . قيل لابن عباس : إن ابن مسعود قرأ «وَنَادَوْا يَا مَالِ » فقال : ما أشغلَ أهل النار بالترخيم ، وأجيب عنه : بأنه إما حَسُنَ الترخيم لأنهم بلغوا من الضعف والنحافةِ إلى حيث لا يمكن أن يذكروا من الكلمة إلا بعضها{[50089]} . وقرأ أبو السَّرار الغَنَوِيُّ : يَا مَالُ مَبْنِيًّا على الضم على لغة من لا ينوي{[50090]} .
روي ابن عباس ( رضي الله عنهما ){[50091]} أن أهل النار يدعون مالكاً خازن النار يقولون : { لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ } لِيُمِتْنَا ربك فنستريح فيجيئهم مالك بعد ألف سنة «إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ » مقيمون في العذاب وعن عبد الله بن عمرو بن العاص يجيئهم بعد أربعين سنة وعن غيره مائة سنة{[50092]} .
اختلفوا في أن قولهم : يا مالك ليقضي علينا ربك على أي الوجوه طلبوه ؟ فقال بعضهم : على التمني . وقال آخرون : على وجه الاستغاثة ، وإلا فهم{[50093]} عالمون بأنه لا خلاص لهم من ذلك العقاب . وقيل : لا يبعد أن يقال : إنهم لشدة ما هم فيه نَسُوا تلك المسألة تذكرة{[50094]} على وجه الطلب .
ثم إنه تعالى بين أن مالكاً يقول لهم : «إنكم ماكثون » وليس في القرآن متى أجابهم ، هل أجابهم في الحال أو بعد ذلك بمدة ؟
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.