{ أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ } ، كقوله : { فَأَرْسِلْ{[26201]} مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى } [ طه : 47 ] .
وقوله : { إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ } أي : مأمون على ما أبلغكموه .
وهنا متروك يدل عليه الظاهر ، تقديره قال لهم : { أدوا } هذا ، مأخوذ من الأداء ، كأنه يقول : أن ادفعوا إلي وأعطوني ومكنوني .
واختلف المتأولون في الشيء المؤدى في هذه الآية ما هو ؟ فقال مجاهد وابن زيد وقتادة : طلب منهم أن يؤدوا إليه بني إسرائيل وإياهم أراد بقوله : { عباد الله } وقال ابن عباس المعنى : اتبعوني إلى ما أدعوكم إليه من الحق ، فقوله : { عباد الله } منادى مضاف ، والمؤدى هي الطاعة والإيمان والأعمال .
قال القاضي أبو محمد : والظاهر من شرع موسى عليه السلام أنه بعث إلى دعاء فرعون إلى الإيمان ، وأن يرسل بني إسرائيل ، فلما أبى أن يؤمن ، ثبتت المكافحة في أن يرسل بني إسرائيل ، وفي إرسالهم هو قوله : { أن أدوا إلى عباد الله } أي بني إسرائيل ، ويقوي ذلك قوله بعد : { وإن لم تؤمنوا لي فاعتزلون } [ الدخان : 21 ] ، وهذا قريب نص في أنه إنما يطلب بني إسرائيل فقط ، ويؤيد ذلك أيضاً قوله تعالى : { فاسر بعبادي } فيظهر أنه إياهم أراد موسى بقوله : { عباد الله } وقوله : { رسول أمين } معناه على وحي الله تعالى أؤديه إلى عباده .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.