فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{أَنۡ أَدُّوٓاْ إِلَيَّ عِبَادَ ٱللَّهِۖ إِنِّي لَكُمۡ رَسُولٌ أَمِينٞ} (18)

{ أن أدوا إليّ عباد الله إني لكم رسول أمين( 18 ) } .

جاءهم موسى بدعوة : شطر منها أن يُطْلقوا الإسرائيليين الذين استعبدوهم ؛ وهذا أمر الله إليكم أبلغكموه بصدق وأمانة .

نقل ابن جرير بسنده عن قتادة : قال لفرعون : علام تحبس هؤلاء القوم ؟ قوما أحرارا اتخذتهم عبيدا ! خل سبيلهم . اه .

وهكذا جاءت الدعوة من الله لإنقاذ المستضعفين ، وتحرير المستذلين ، وتخليص البشر من قهر الجبارين ، واستعلاء المتكبرين ؛ بل كانت في أول ما دعا إليه الرسول الكريم موسى عليه الصلاة والتسليم ، وأول عهد الله إليه وإلى أخيه هارون عليه السلام : { فأتيا فرعون فقولا إنا رسولا رب العالمين . أن أرسل معنا بني إسرائيل }{[4436]} { وقال موسى يا فرعون إني رسول من رب العالمين . حقيق علي أن لا أقول على الله إلا الحق قد جئتكم ببينة من ربكم فأرسل معي بني إسرائيل }{[4437]} .

فهل يشكر الإسرائيليون نعمة الله ؟ وهل يقدس اليهود الوحي الرباني الذي جعل لهم ذكرا على تعاقب أزمان الحياة ؟ وهل يزدجرون- وقد ذاق أوائلهم والأواخر مرارة البغي والقهر- فيقلعون عن إشاعة السفك والفحش والشر وتوسيع مداه ؟ ! .

ألم يأن للمستشرفين للحرية ، والحقوق الإنسانية ، والداعين إليها ، أن يدخلوا في دين الإسلام الذي يهدي من آمن به إلى سنن المرسلين ، ويستحفظهم كرامة وحق البشر ، ويؤاخي على الإيمان بين الناس ، ويلزمهم المودة والتناصر مهما اختلفت الشعوب والأجناس ؟ ! .


[4436]:سورة الشعراء. الآيتان:17،16.
[4437]:سورة الأعراف. الآيتان: 105،104.