الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{أَنۡ أَدُّوٓاْ إِلَيَّ عِبَادَ ٱللَّهِۖ إِنِّي لَكُمۡ رَسُولٌ أَمِينٞ} (18)

وقوله : { أَنْ أَدُّواْ } مأخوذ من الأداء ، كأنَّه يقول : أنِ ادْفَعُوا إليَّ ، وأعطوني ، ومَكِّنُوني من بني إسرائيل ، وَإيَّاهم أراد بقوله : { عِبَادَ الله } ، وقال ابن عباس : المعنى : اتبعوني إلى ما أدعوكم إليه من الحَقِّ ، فعباد اللَّه على هذا مُنَادًى مضافٌ ، والمؤدى هي الطاعة ، والظاهر من شرع موسى عليه السلام أَنَّهُ بُعِثَ إلى دعاء فرعونَ إلَى الإيمَان ، وأَنْ يرسل بني إسرائيل ، فلمَّا أبى أَنْ يُؤمن ثبتت المكافحة في أنْ يرسل بني إسرائيل وقوله بعد : { وَإِن لَّمْ تُؤْمِنُواْ لِي فاعتزلون } كالنَّصَّ في أَنَّه آخر الأمرِ ، إنَّما يطلب إرسال بني إسرائيل فقط .