فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{أَنۡ أَدُّوٓاْ إِلَيَّ عِبَادَ ٱللَّهِۖ إِنِّي لَكُمۡ رَسُولٌ أَمِينٞ} (18)

{ أَنْ أَدُّوا } أن هذه هي المفسرة لتقدم ما هو بمعنى القول ، أو مخففة من الثقيلة ، والمعنى أن الشأن والحديث أدوا { إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ } أو مصدرية أي بأن أدوا ، والمعنى أنه طلب منهم أن يسلموا إليه بني إسرائيل الذين كان فرعون استعبدهم ، فأداؤهم استعارة بمعنى إطلاقهم وإرسالهم معه .

قال مجاهد : المعنى أرسلوا معي عباد الله وأطلقوهم من العذاب ، فعباد الله على هذا مفعول به ، كقوله في سورة طه { فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ } وقيل : المعنى أدوا إلى عباد الله ما وجب عليكم من حقوق الله فيكون منصوبا على أنه منادي مضاف ، وقيل : أدوا إلى سمعكم حتى أبلغكم رسالة ربي وقال ابن عباس : اتبعوني إلى ما أدعوكم إليه من الحق { إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ } من الله { أَمِينٌ } على الرسالة غير متهم وهذا تعليل للأمر .