اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{أَنۡ أَدُّوٓاْ إِلَيَّ عِبَادَ ٱللَّهِۖ إِنِّي لَكُمۡ رَسُولٌ أَمِينٞ} (18)

قوله تعالى : { أَنْ أدوا إِلَيَّ عِبَادَ الله } يجوز أن تكون المفسرة ، لتقدم ما هو بمعنى القول ، وأن تكون المخففة{[50309]} ، ومعناه{[50310]} : وجاءهم بأَنَّ الشأنَ والحَدِيثَ : أَدّوا إِلي عِبَادَ اللهِ ، وأن تكون الناصبة للمضارع وهي توصل بالأمر وفي جعلها مخففة إشكال تقدم ، وهو أن الخبر في هذا الباب لا يقع طلباً وعلى جعلها مصدرية تكون على حذف حرف الجر ، أي جَاءَهُمْ بأَنْ أدَّوا و«عِباد الله » يحتمل أن يكون مفعولاً به وبذلك أنه طلب منهم أن يؤدوا إليه بني إسرائيل ، بدليل قوله : { فَأَرْسِلْ مَعِيَ بني إِسْرَائِيلَ } [ الأعراف : 105 ] وأن يكون منادّى ، والمفعول محذوف أي أعطوني الطاعة يا عباد الله{[50311]} . وعلل بأنه رسول أمين قد ائتمنه اله على وحيه ورسالته .


[50309]:انظر البيان 2/358 والكشاف 3/502 و503.
[50310]:في ب معناها بالتأنيث.
[50311]:انظر في هذه التوجيهات الإعرابية الدر المصون 4/813.