المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{فَرَدَدۡنَٰهُ إِلَىٰٓ أُمِّهِۦ كَيۡ تَقَرَّ عَيۡنُهَا وَلَا تَحۡزَنَ وَلِتَعۡلَمَ أَنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٞ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ} (13)

13- فقبلوا إرشادها ، وردَّه الله إلى أمه كي تطيب نفسها ، وتفرح بعودته إليها ، ولا تحزن بفراقه ، ولتزداد علما بأن وعد الله بردِّه لها حاصل لا يتخلف ، ولكن أكثر الناس لا يعلمون عودة موسى إلى أمه ، لخفائه عليهم .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{فَرَدَدۡنَٰهُ إِلَىٰٓ أُمِّهِۦ كَيۡ تَقَرَّ عَيۡنُهَا وَلَا تَحۡزَنَ وَلِتَعۡلَمَ أَنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٞ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ} (13)

{ فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا }أي : به ، { وَلا تَحْزَنْ } أي : عليه : { وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ } أي : فيما وعدها من رده إليها ، وجعله من المرسلين . فحينئذ تحققت برده إليها أنه كائن منه رسول من المرسلين ، فعاملته في تربيته ما ينبغي له طبعًا وشرعًا .

وقوله : { وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ } أي : حُكْمَ الله في أفعاله وعواقبها المحمودة ، التي هو المحمود عليها في الدنيا والآخرة ، فربما يقع الأمر كريها إلى النفوس ، وعاقبته محمودة في نفس الأمر ، كما قال تعالى : { وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ } [ البقرة : 216 ] وقال تعالى : { فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا } [ النساء : 19 ] .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{فَرَدَدۡنَٰهُ إِلَىٰٓ أُمِّهِۦ كَيۡ تَقَرَّ عَيۡنُهَا وَلَا تَحۡزَنَ وَلِتَعۡلَمَ أَنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٞ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ} (13)

القول في تأويل قوله تعالى : { فَرَدَدْنَاهُ إِلَىَ أُمّهِ كَيْ تَقَرّ عَيْنُهَا وَلاَ تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنّ وَعْدَ اللّهِ حَقّ وَلََكِنّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } .

يقول تعالى ذكره : فَرَدَدْنَا موسى إلَى أُمّهِ بعد أن التقطه آل فرعون ، لتقرّ عينها بابنها ، إذ رجع إليها سليما من قَتل فرعون وَلا تَحْزَنْ على فراقه إياها وَلِتَعْلَمَ أنّ وَعْدَ اللّهِ الذي وعدها إذ قال لها فإذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فأَلْقِيهِ فِي الْيَمّ وَلا تَخافِي وَلا تَحْزَنِي . . . الاَية ، حقّ . وبنحو الذي قلنا في ذلك ، قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قَتادة فَرَدَدْناهُ إلى أُمّهِ فقرأ حتى بلغ لا يَعْلَمُونَ ووعدها أنه رادّه إليها وجاعله من المرسلين ، ففعل الله ذلك بها .

وقوله : وَلكِنّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ يقول تعالى ذكره : ولكن أكثر المشركين لا يعلمون أن وعد الله حقّ ، لا يصدّقون بأن ذلك كذلك .