المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{تَنزِيلٞ مِّنَ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ} (2)

2- هذا الكتاب تنزيل بديع من المنعم بجلائل النعم ودقائقها .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{تَنزِيلٞ مِّنَ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ} (2)

( تنزيل من الرحمن الرحيم ) . . وكأن ( حا . ميم )اسم للسورة . أو لجنس القرآن . إذ أنها من جنس الأحرف التي صيغ منها لفظ هذا القرآن . وهي تقع مبتدأ . . و( تنزيل من الرحمن الرحيم )خبر المبتدأ .

وذكر الرحمن الرحيم عند ذكر تنزيل الكتاب ؛ يشير إلى الصفة الغالبة في هذا التنزيل . صفة الرحمة .

وما من شك أن تنزيل هذا الكتاب جاء رحمة للعالمين . رحمة لمن آمنوا به واتبعوه ورحمة كذلك لغيرهم . لا من الناس وحدهم ، ولكن للأحياء جميعاً . فقد سن منهجاً ورسم خطة تقوم على الخير للجميع . وأثر في حياة البشرية ، وتصوراتها ، ومدركاتها ، وخط سيرها ؛ ولم يقتصر في هذا على المؤمنين به إنما كان تأثيره عالمياً ومطرداً منذ أن جاء إلى العالمين . والذين يتتبعون التاريخ البشري بإنصاف ودقة ؛ ويتتبعونه في معناه الإنساني العام ، الشامل لجميع أوجه النشاط الإنساني ، يدركون هذه الحقيقة ، ويطمئنون إليها . وكثيرون منهم قد سجلوا هذا واعترفوا به في وضوح .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{تَنزِيلٞ مِّنَ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ} (2)

و : { تنزيل } خبر الابتداء ، إما على أن يقدر الابتداء ، إما على أن يقدر الابتداء في : { حم } على ما تقتضيه بعض الأقوال إذا جعلت اسماً للسورة أو للقرآن أو إشارة إلى حروف المعجم ، وإما على أن يكون التقدير : هذا تنزيل ، ويجوز أن يكون { تنزيل } ابتداء وخبره في قوله : { كتاب فصلت } على معنى ذو تنزيل . و : { الرحمن الرحيم } صفتا رجاء ورحمة لله تعالى . و : { فصلت } معناه بينت آياته ، أي فسرت معانيه ففصل بين حلاله وحرامه وزجره وأمره ووعده ووعيده .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{تَنزِيلٞ مِّنَ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ} (2)

افتتح الكلام باسم نكرة لما في التنكير من التعظيم . والوجه أن يكون { تَنزِيلٌ } مبتدأ سَوَّغ الابتداء به ما في التنكير من معنى التعظيم فكانت بذلك كالموصوفة وقوله : { مِنَ الرحمن الرَّحِيم } خبر عنه . وقوله : { كتاب } بَدل من تنزيل فحصل من المعنى : أن التنزيل من الله كتاب ، وأن صفته فُصّلت آياته ، موسوماً بكونه قرآناً عربياً ، فحصل من هذا الأسلوب أن القرآن منزَّل من الرحمان الرحيم مفصلاً عربياً . ولك أن تجعل قوله : مِنَ الرحمن الرَّحِيم } في موضع الصفة للمبتدأ وتجعل قوله : { كتاب } خبرَ المبتدأ ، وعلى كلا التقديرين هو أسلوب فخم وقد مَضى مثله في قوله تعالى : { آلمص كتاب أنزل إليك } [ الأعراف : 1 ، 2 ] .

والمراد : أنه منزَّل ، فالمصدر بمعنى المفعول كقوله : { وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين } [ الشعراء : 192 ، 193 ] وهو مبالغة في كونه فَعَل الله تنزيله ، تحقيقاً لكونه موحى به وليس منقولاً من صحف الأولين . وتنكير { تنزيل وكتاب لإِفادة التعظيم .