المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{قُمۡ فَأَنذِرۡ} (2)

1 - يا أيها المتدثر بثيابه قم من مضجعك فحذر الناس من عذاب الله إن لم يؤمنوا ، وخُصَّ ربك - وحده - بالتعظيم ، وثيابك فطهرها بالماء من النجاسة .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{قُمۡ فَأَنذِرۡ} (2)

( يا أيها المدثر . قم فأنذر . وربك فكبر . وثيابك فطهر . والرجز فاهجر . ولا تمنن تستكثر . ولربك فاصبر ) . .

إنه النداء العلوي الجليل ، للأمر العظيم الثقيل . . نذارة هذه البشرية وإيقاظها ، وتخليصها من الشر في الدنيا ، ومن النار في الآخرة ؛ وتوجيهها إلى طريق الخلاص قبل فوات الأوان . . وهو واجب ثقيل شاق ، حين يناط بفرد من البشر - مهما يكن نبيا رسولا - فالبشرية من الضلال والعصيان والتمرد والعتو والعناد والإصرار والإلتواء والتفصي من هذا الأمر ، بحيث تجعل من الدعوة أصعب وأثقل ما يكلفه إنسان من المهام في هذا الوجود !

( يا أيها المدثر . قم فأنذر ) . . والإنذار هو أظهر ما في الرسالة ، فهو تنبيه للخطر القريب الذي يترصد للغافلين السادرين في الضلال وهم لا يشعرون . وفيه تتجلى رحمة الله بالعباد ، وهم لا ينقصون في ملكه شيئا حين يضلون ، ولا يزيدون في ملكه شيئا حين يهتدون . غير أن رحمته اقتضت أن يمنحهم كل هذه العناية ليخلصوا من العذاب الأليم في الآخرة ، ومن الشر الموبق في الدنيا . وأن يدعوهم رسله ليغفر لهم ويدخلهم جنته من فضله !

 
لطائف الإشارات للقشيري - القشيري [إخفاء]  
{قُمۡ فَأَنذِرۡ} (2)

ويقال : قُمْ بنا ، وأَسْقِطْ عنك ما سوانا ، وأَنذِر عبادَنا ؛ فلقد أقمناك بأشرف المواقف ، ووقفناك بأعلى المقامات .

ويقال : لمَّا سَكَنَ إلى قوله { قُمِ } وقام قَطَعَ عن السُّكونِ إلى قيامِه ، ومن الطمأنينة في قيامه .

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{قُمۡ فَأَنذِرۡ} (2)

إرشادات للنبي صلى الله عليه وسلم في بدء الدعوة

بسم الله الرحمان الرحيم

{ يا أيها المدّثر 1 قم فأنذر 2 وربك فكبّر 3 وثيابك فطهّر 4 والرّجز فاهجر 5 ولا تمنن تستكثر 6 ولربك فاصبر 7 فإذا نقر في النّاقور 8 فذلك يومئذ يوم عسير 9 على الكافرين غير يسير 10 }

المفردات :

المدّثر : المتلفف بثيابه عند نزول الوحي عليه ، وهو النبي صلى الله عليه وسلم .

قم : من مضجعك ، أو قم قيام عزم وتصميم .

فأنذر : فحذّر الناس ، وخوفهم من عذاب الله .

التفسير :

1 ، 2- يا أيها المدّثر* قم فأنذر .

روى الشيخان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( جاورت بحراء شهرا ، فلما قضيت جواري نزلت ، فنوديت ، فرفعت رأسي ، فإذا الملك الذي جاءني بحراء ، فرجعت فقلت : دثروني ، فأنزل الله : يا أيها المدثر* قم فأنذرii .

والمعنى :

يا أيها المتلفف بثيابه ، أو المتدثر بالنبوة والكمالات النفسية ، أو المتغشّي بثوبه رعبا من رؤية الملك ، قم من مضجعك ، أو قم قيام عزم وتصميم ، وشمّر عن ساعد الجدّ ، فقد جاء الأمر الإلهي باصطفائك رسولا ، وجاء الأوان لتباشر مهمتك ، لتدعو الناس إلى توحيد الله والإيمان به ، وتحذرهم من عذاب الآخرة .

قل ابن كثير : قم فأنذر . أي : شمّر عن ساق العزم وأنذر الناس .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{قُمۡ فَأَنذِرۡ} (2)

{ قم فأنذر } انهض فخوف عشيرتك الأقربين العذاب ؛ لقوله تعالى : " وأنذر عشيرتك الأقربين " {[371]} . أو جميع الناس ، وبلغهم رسالة ربك ؛ لقوله تعالى : " وما أرسلناك إلا كافر للناس بشيرا ونذيرا " {[372]} ؛ من الإنذار وهو إخبار معه تخويف .


[371]:آية 214 الشعراء.
[372]:آية 28 سبأ.
 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{قُمۡ فَأَنذِرۡ} (2)

أنذِر : حذّر قومك من عذاب الله أن لم يؤمنوا .

قُمْ وشمِّرْ عن ساعِدِ الجد ، وأنذِر الناسَ عذابَ يوم عظيم ، وادعُهم إلى الدِين القويم ، ولْيتركوا عبادةَ الأوثان وما عندهم من الخرافات . . ادعُهم إلى معرفة الحق لينجُوا من هول ذلك اليوم العظيم .

 
روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي [إخفاء]  
{قُمۡ فَأَنذِرۡ} (2)

{ قُم } من مضجعك أو قم قيام عزم وتصميم وجعله أبو حيان على هذا المعنى من أفعال الشروع كقولهم قام زيد يفعل كذا وقوله

: على ما قام يشتمني لئيم *** وقام بهذا المعنى من أخوات كاد وتعقب بأنه لا يخفي بعده هنا لأنه استعمال غير مألوف وورود الأمر منه غير معروف مع احتياجه إلى تقدير الخبر فيه وكله تعسف { فَأَنذِرْ } أي فافعل الإنذار أو أحدثه فلا يقصد منذر مخصوص وقيل يقدر المفعول خاصاً أي فأنذر عشيرتك الأقربين لمناسبته لابتداء الدعوة في الواقع وقيل يقدر عاماً أي فأنذر جميع الناس لقوله تعالى : { وَمَا أرسلناك إِلاَّ كَافَّةً لّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً } [ سبأ : 28 ] ولم يقل هنا وبشر لأنه كان في ابتداء النبوة والإنذار هو الغالب إذ ذاك أو هو اكتفاء لأن الإنذار يلزمه التبشير وفي هذا الأمر بعد ذلك النداء إشارة عند بعض السادة إلى مقام الجلوة بعد الخلوة قالوا وإليهما الإشارة أيضاً في حديث «كنت كنزاً مخفياً فأحببت أن أعرف » الخ .

 
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{قُمۡ فَأَنذِرۡ} (2)

شرح الكلمات :

{ قم فأنذر } : أي خَوف أهل مكة النار إن لم يؤمنوا ويوحدوا .

المعنى :

قم فأنذر لم يبق لك مجال للنوم والراحة فأنذر قومك في مكة وكل الثقلين من وراء مكة أنذرهم عذاب النار المترتب على الكفر والشرك بالواحد القهار .

الهداية :

من الهداية :

- الجد طابع المسلم ، فلا كسل ولا خمول ولا لهو ولا لعب ومن فارق هذه فليتهم نفسه في إسلامه .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{قُمۡ فَأَنذِرۡ} (2)

{ قُمِ } [ أي ] بجد ونشاط { فَأَنْذِرْ } الناس بالأقوال والأفعال ، التي يحصل بها المقصود ، وبيان حال المنذر عنه ، ليكون ذلك أدعى لتركه .