ولما كان في-{[69669]} حال تدثره قد لزم موضعاً واحداً فلزم من ذلك إخفاء نفسه الشريفة ، أمره صلى الله عليه وسلم بالقيام ، وسبب عنه الإنذار إشارة إلى أن ما يراد{[69670]} به من أنه يكون أشهر الخلق بالرسالة العامة مقتض لتشمير الذيل والحمل على النفس بغاية الجد والاجتهاد اللازم عنه كثرة الانتشار ، فهو مناف للتدثر بكل اعتبار فقال : { قم } أي مطلق قيام ، ولا سيما من محل تدثرك بغاية العزم والجد .
ولما كان الأمر عند نزول هذه السورة في أوله والناس قد عمهم{[69671]} الفساد ، ذكر أحد وصفي الرسالة إيذاناً بشدة الحاجة إليه فقال مسبباً عن قيامه : { فأنذر } أي فافعل الإنذار لكل من يمكن إنذاره فأنذر من كان راقداً في غفلاته ، متدثراً بأثواب{[69672]} سكراته ، لاهياً عما أمامه من أهوال يوم القيامة ، وكذا من كان مستيقظاً ولكنه متدثر بأثواب تشويفاته وأغشية فتراته ، فإنه يجب-{[69673]} على كل{[69674]} مربوب أن يشكر ربه وإلا عاقبه بعناده له أو غفلته عنه{[69675]} بما أقله الإعراض عنه ، وحذف المفعول إشارة إلى عموم الإنذار لكل من يمكن منه المخالفة عقلاً وهم جميع الخلق ، وذلك أنه صلى الله عليه وسلم كان{[69676]} نزل عليه جبريل عليه السلام ب
{ اقرأ باسم ربك{[69677]} }[ العلق : 1 ] ونحوها {[69678]}فكان بذلك نبياً{[69679]} ثم نزلت{[69680]} عليه هذه الآية-{[69681]} فكان بها رسولاً ، وذلك أنه نودي وهو في جبل حراء ، فلما سمع الصوت نظر{[69682]} يميناً وشمالاً فلم ير شيئاً ، فرفع رأسه{[69683]} فإذا جبريل عليه الصلاة والسلام جالس على عرش بين السماء والأرض ، ففرق {[69684]}من ذلك{[69685]} أشد الفرق ، فبادر المجيء إلى البيت ترجف بوادره{[69686]} وقال :
" دثروني دثروني ، لقد خشيت على نفسي ، صبوا عليّ ماءً بارداً " .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.