وثانيها : أنه صلى الله عليه وسلم كان نائماً متدثراً بثيابه فجاءه جبريل عليه السلام وأيقظه صلى الله عليه وسلم وقال : { يا أيها المدثر قم فأنذر } أي : حذر الناس من العذاب إن لم يؤمنوا ، والمعنى : قم من مضجعك واترك التدثر بالثياب ، واشتغل بهذا المنصب الذي نصبك الله عز وجل له .
وثالثها : أنّ الوليد بن المغيرة وأبا جهل وأبا لهب والنضر بن الحارث اجتمعوا وقالوا : إنّ وفود العرب يجتمعون في أيام الحج وهم يسألون عن أمر محمد وقد اختلفتم في الإخبار عنه ، فمن قائل هو مجنون وقائل ساحر وقائل كاهن ، وتعلم العرب أنّ هذا كله لا يجتمع في رجل واحد فيستدلون باختلاف الأجوبة على أنها أجوبة باطلة سموا محمداً باسم واحد تجتمعون عليه وتسميه العرب به ، فقام رجل منهم فقال : إنه شاعر ، فلما سمع صلى الله عليه وسلم ذلك اشتدّ عليه ورجع إلى بيته محزوناً فتدثر بقطيفة فأنزل الله تعالى : { يا أيها المدثر } .
وقيل : إنه ليس المراد التدثر بالثياب وعلى هذا ففيه وجوه أيضاً :
أحدها : قال عكرمة : المعنى : يا أيها المدّثر بالنبوّة والرسالة من قولهم ألبسه الله لباس التقوى وزينه برداء العلم . قال ابن العربي : وهذا مجاز بعيد لأنه لم يكن نبياً بعد أي : على القول بأنها أوّل سورة نزلت وأمّا على أنها نزلت بعد فترة الوحي فليس ببعيد .
وثانيها : أنّ المدّثر بالثوب يكون كالمختفي فيه ، وهو صلى الله عليه وسلم كان في جبل حراء كالمختفي من الناس فكأنه قال : يا أيها المدّثر بدثار الاختفاء قم بهذا الأمر واخرج من زاوية الخمول ، واشتغل بإنذار الخلق والدعوة إلى معرفة الحق .
وثالثها : أنه تعالى جعله رحمة للعالمين فكأنه قيل له : يا أيها المدّثر بأثواب العلم العظيم والخلق الكريم والرحمة الكاملة قم فأنذر عذاب ربك ، وعلى كلا القولين في ندائه ملاطفة في الخطاب من الكريم إلى الحبيب إذ ناداه بحاله وعبر عنه بصفته ولم يقل : يا محمد .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.