المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{مُتَّكِـِٔينَ عَلَىٰ رَفۡرَفٍ خُضۡرٖ وَعَبۡقَرِيٍّ حِسَانٖ} (76)

76- متكئين على فُرش ذوات أغطية خضر وطنافس حسان عجيبة الصنع .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{مُتَّكِـِٔينَ عَلَىٰ رَفۡرَفٍ خُضۡرٖ وَعَبۡقَرِيٍّ حِسَانٖ} (76)

أما أهل هاتين الجنتين فنحن ننظرهما :

( متكئين على رفرف خضر وعبقري حسان ) . . والرفرف الأبسطة وكأنها من صنع [ عبقر ] لتقريب وصفها إلى العرب ، وقد كانوا ينسبون كل عجيب إلى وادي الجن : عبقر ! ولكن المتكآت هناك بطائنها من إستبرق .

وهناك جنى الجنتين دان فهما مرتبتان مختلفتان !

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{مُتَّكِـِٔينَ عَلَىٰ رَفۡرَفٍ خُضۡرٖ وَعَبۡقَرِيٍّ حِسَانٖ} (76)

62

المفردات :

رفرف : وسائد أو فرش مرتفعة .

عبقري : العجيب النادر الموشَّى من البسط .

التفسير :

76- { مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ } .

الرفرف : الوسائد ، أي مستندين على وسائد خضر من وسائد الجنة .

وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ .

وطنافس ثخينة مزخرفة ، محلاة بأنواع الصّور والزينة .

قال في حاشية الجمل على الجلالين :

وهي نسبة إلى ( عبقر ) قرية بناحية اليمن ، تنسج فيها بُسط منقوشة بلغت النهاية في الحسن ، فقرَّب الله لنا فرش الجنتين بتلك البسط المنقوشة .

وقال ابن كثير :

مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ . . . يعني : الوسائد ، وقال سعيد بن جبير : الرفرف : رياض الجنة .

وقوله تعالى : وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ . هي بسط الجنة .

وقال القيسي : كل ثوب موشّى عند العرب عبقري .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{مُتَّكِـِٔينَ عَلَىٰ رَفۡرَفٍ خُضۡرٖ وَعَبۡقَرِيٍّ حِسَانٖ} (76)

{ متكئين على رفرف خضر } أي على الوسائد . أو الفرش المرتفعة . أو الرقيق من ثياب الديباج ، ذات اللون السندسي الأخضر . أو على ثياب خضر ، تتخذ منها الستور التي تبسط على وجه الفراش للنوم عليه . واشتقاقه من رف . إذا ارتفع . وهو اسم جمع واحده رفرفة . أو اسم جنس جمعي . { وعبقري حسان } طنافس ، وهي أبسطة لها أهداب رقيقة . أو هو الثياب الموشاة ؛ وكل ثوب وشى فهو عند العرب عبقري . أو هو الديباج الغليظ . والعبقري في الأصل : الكامل من كل شيء . أو الجليل النفيس الفاخر من الرجال وغيرهم ؛ وياؤه كياء كرسي وبختي ، " والمراد الجنس . أو هو اسم جمع ، أو جمع واحدة عبقرية ، ولذا وصف بالحسان .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{مُتَّكِـِٔينَ عَلَىٰ رَفۡرَفٍ خُضۡرٖ وَعَبۡقَرِيٍّ حِسَانٖ} (76)

رفرف : واحدهُ رفرفة : وهي الوسادة ، المخدة .

عبقري حسان : معناه النادر الموشى من البسُط والفرش ، والعرب تُسنِد كلَّ عملٍ عجيب إلى عبقر .

وهؤلاء المؤمنون مع أزواجهم في غاية السعادة والسرور ، متكئين على فُرشٍ عليها وسائد وأغطية خُضْر وطنافس حسان عجيبة الصنع من صنع وادي عبقر . والعربُ تنسب كل شيء عجيب إلى وادي الجن ، ويكنّون عنه بِعَبْقَرَ .

 
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{مُتَّكِـِٔينَ عَلَىٰ رَفۡرَفٍ خُضۡرٖ وَعَبۡقَرِيٍّ حِسَانٖ} (76)

شرح الكلمات :

{ على رفرف خضر } : أي على وسائد أو بسط الواحدة رفرفة خضر جمع أخضر .

{ وعبقري حسان } : أي طنافس جمع طنفسة بساط له خمل رقيق أي بسط حسان .

المعنى :

وقوله تعالى : { متكئين على رفرف خضر وعبقري حسان } أي متكئين على رفرف خضر والرفرف جمع رفرفة أي على وسائد أو بُسُطٍ خَضْرٍ ، وعبقريّ حِسان أي على طنافس ذات خمل دقيق .

الهداية

من الهداية :

- بيان أن الجن يدخلون الجنة ويسعدون فيها .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{مُتَّكِـِٔينَ عَلَىٰ رَفۡرَفٍ خُضۡرٖ وَعَبۡقَرِيٍّ حِسَانٖ} (76)

{ مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ } أي : أصحاب هاتين الجنتين ، متكأهم على الرفرف الأخضر ، وهي الفرش التي فوق{[959]}  المجالس العالية ، التي قد زادت على مجالسهم ، فصار لها رفرفة من وراء مجالسهم ، لزيادة البهاء وحسن المنظر ، { وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ } العبقري : نسبة لكل منسوج نسجا حسنا فاخرا ، ولهذا وصفها بالحسن الشامل ، لحسن الصنعة وحسن المنظر ، ونعومة الملمس ، وهاتان الجنتان دون الجنتين الأوليين ، كما نص الله على ذلك بقوله : { وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ } وكما وصف الأوليين بعدة أوصاف لم يصف بها الأخريين ، فقال في الأوليين : { فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ }

وفي الأخريين : { عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ } ومن المعلوم الفرق بين الجارية والنضاخة .

وقال في الأوليين : { ذَوَاتَا أَفْنَانٍ } ولم يقل ذلك في الأخريين . وقال في الأوليين : { فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ } وفي الأخريين { فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ } وقد علم ما بين الوصفين من التفاوت .

وقال في الأوليين : { مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ } ولم يقل ذلك في الأخيرتين ، بل قال : { مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ }

وقال في الأوليين ، في وصف نسائهم وأزواجهم : { فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان } وقال في الأخريين : { حور مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ } وقد علم التفاوت بين ذلك .

وقال في الأوليين{[960]} { هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ } فدل ذلك أن الأوليين جزاء المحسنين ، ولم يقل ذلك في الأخريين .

ومجرد تقديم الأوليين على الأخريين ، يدل على فضلهما .

فبهذه الأوجه يعرف فضل الأوليين على الأخريين ، وأنهما معدتان للمقربين من الأنبياء ، والصديقين ، وخواص عباد الله الصالحين ، وأن الأخريين معدتان لعموم المؤمنين ، وفي كل من الجنات [ المذكورات ] ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ، وفيهن ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين ، وأهلها في غاية الراحة والرضا والطمأنينة وحسن المأوى ، حتى إن كلا{[961]}  منهم لا يرى أحدا أحسن حالا منه ، ولا أعلى من نعيمه [ الذي هو فيه ] .


[959]:- في ب: تحت.
[960]:- كذا في ب، وفي أ: الأخيرتين ويبدو أنه سبق قلم.
[961]:- في ب: كل واحد منهم.
 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{مُتَّكِـِٔينَ عَلَىٰ رَفۡرَفٍ خُضۡرٖ وَعَبۡقَرِيٍّ حِسَانٖ} (76)

قوله تعالى : { فبأي آلاء ربكما تكذبان لم يطمثن إنس قبلهم ولا جان فبأي آلاء ربكما تكذبان* متكئين على رفرف خضر } قال سعيد بن جبير : الرفرف : رياض الجنة . خضر : مخضبة . ويروى ذلك عن ابن عباس ، واحدتها رفرفة ، وقال : الرفارف جمع الجمع . وقيل : الرفرف : البسط ، وهو قول الحسن ومقاتل والقرظي وروى العوفي عن ابن عباس : الرفرف : فضول المجالس والبسط . وقال الضحاك وقتادة : هي مجالس خضر فوق الفرش . وقال ابن كيسان : هي المرافق . وقال ابن عيينة الزرابي . وقال غيره : كل ثوب عريض عند العرب فهو رفرف . { وعبقري حسان } هي الزرابي والطنافس الثخان ، وهي جمع ، واحدتها عبقرية ، وقال قتادة : العبقري : عتاق الزرابي ، وقال أبو العالية : هي الطنافس المخملة إلى الرقة . وقال القتيبي : كل ثوب موشىً عند العرب : عبقري . وقال أبو عبيدة : هو منسوب إلى أرض يعمل بها الوشي . قال الخليل : كل جليل نفيس فاخر من الرجال وغيرهم عند العرب : عبقري ، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم في عمر رضي الله عنه : " فلم أر عبقرياً يفري فريه " .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{مُتَّكِـِٔينَ عَلَىٰ رَفۡرَفٍ خُضۡرٖ وَعَبۡقَرِيٍّ حِسَانٖ} (76)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{متكئين على رفرف خضر} يعني المحابس فوق الفرش {وعبقري حسان} يعني لزرابي، وهي الطنافس المخملة، وهي الحسان...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول تعالى ذكره: ينعم هؤلاء الذين أكرمهم جلّ ثناؤه هذه الكرامة التي وصفها في هذه الآيات في الجنتين اللتين وصفهما" مُتّكِئِينَ على زَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيّ حِسانِ". واختلف أهل التأويل في معنى الرفرف؛

فقال بعضهم: هي رياض الجنة، واحدتها: رفرفة...

وقال آخرون: هي المحابس...

وقال آخرون: بل هي المرافق..

وأما العبقريّ، فإنه الطنافس الثخان، وهي جماع، واحدها: عبقرية. وقد ذُكر أن العرب تسمي كل شيء من البسط عبقريا.

وقال آخرون: العبقريّ: الديباج...

النكت و العيون للماوردي 450 هـ :

{مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ} فيه ستة تأويلات:

...

...

...

...

...

...

...

...

....

الرابع: أنها الفرش المرتفعة، مأخوذ من الرف.

الخامس: أنها المجالس يتكئون على فضولها.

لثالث: أنها الوسائد...

{وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ} فيه أربعة أقاويل:

الثالث: أنها ثياب في الجنة لا يعرفها أحد...

.

الرابع: أنها ثياب الدنيا تنسب إلى عبقر.

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

والرفارف...،أصله من رف النبت يرف إذا صار غضا نضرا. وقيل: لما في الأطراف رفرف، لأنه كالنبت الغض الذي يرف من غضاضته. والخضر جمع أخضر.

لطائف الإشارات للقشيري 465 هـ :

العبقري عند العرب كلُّ ثوبٍ مُوَشَّى.

تفسير القرآن للسمعاني 489 هـ :

الرفرف كل فرش يرتفع، مأخوذ من الرف، وهو المرتفع في الجدار. وعبقري: قرية باليمن ينسج بها الوشي، وهم ينسبون إليها كل شيء حسن. وقد ذكر بعضهم أن العبقري هاهنا: هو الوشي.

معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي 516 هـ :

الرفارف:... هي مجالس خضر فوق الفرش...

كل ثوب عريض عند العرب فهو رفرف...العبقري: عتاق الزرابي.

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

والرفرف: ما تدلى من الأسرة من غالي الثياب والبسط،العبقري:...

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

{متكئين على رفرف خضر وعبقري حسان، فبأي آلاء ربكما تكذبان}...

الرفرف إما أن يكون أصله من رف الزرع إذا بلغ من نضارته فيكون مناسبا لقوله تعالى: {مدهامتان} ويكون التقدير أنهم متكئون على الرياض والثياب العبقرية، وإما أن يكون من رفرفة الطائر، وهي حومة في الهواء حول ما يريد النزول عليه فيكون المعنى أنهم على بسط مرفوعة كما قال تعالى: {وفرش مرفوعة} وهذا يدل على أن قوله تعالى: {ومن دونهما جنتان} أنهما دونهما في المكان حيث رفعت فرشهم... إذ قلنا: إن الرفرف هي البسط فما الفائدة في الخضر حيث وصف تعالى ثياب الجنة بكونها خضرا قال تعالى: {ثياب سندس خضر}؟

نقول: ميل الناس إلى اللون الأخضر في الدنيا أكثر فذكر الله تعالى في الآخرة ما هو على مقتضى طبعه في الدنيا.

الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 671 هـ :

إن الرفرف شيء إذا استوى عليه صاحبه رفرف به وأهوى به كالمرجاح يمينا وشمالا ورفعا وخفضا يتلذذ به مع أنسيته، فهذا الرفرف الذي سخره الله لأهل الجنتين الدانيتين هو متكاهما وفرشهما، يرفرف بالولي على حافات تلك الأنهار وشطوطها حيث شاء إلى خيام أزواجه الخيرات الحسان.ثم قال: "وعبقري حسان " فالعبقري ثياب منقوشة تبسط، فإذا قال خالق النقوش إنها حسان فما ظنك بتلك العباقر!. وقال الخليل: كل جليل نافس فاضل وفاخر من الرجال والنساء وغيرهم عند العرب عبقري.

التفسير القيم لابن القيم 751 هـ :

رفرف:.. هو فضول الثياب التي تتخذ الملوك في الفرش وغيره.قال ابن الأعرابي: الرفرف هاهنا طرف الفسطاط. فشبه ما فضل من المحابس عما تحته بطرف الفسطاط، فسمى رفرفا. وكل ما فضل من شيء فثُنِيَ وعُطف: فهو رفرف...

. عبقري.. يقال: أنه نسب إلى «عبقر»، وهي أرض يسكنها الجن، فصار مثلا لكل منسوب إلى شيء رفيع،...وقال أبو الحسن الواحدي: وهذا القول هو الصحيح في «العبقري». وذلك أن العرب إذا بالغت في وصف شيء نسبته إلى الجن، أو شبهته بهم،هذا هو الأصل، ثم صار العبقري نعتا لكل ما بولغ في صفته. فتأمل كيف وصف الله سبحانه وتعالى «الفرش» بأنها مرفوعة، و«الزرابي» أنها مبثوثة، و«النمارق» بأنها مصفوفة، فرفع الفرش دال على سمكها ولينها. وبث الزرابي دال على كثرتها، وأنها في كل موضع، لا يختص بها صدر المجلس دون مؤخره، ووصف المساند يدل على أنها مهيأة للاستناد إليها دائما، ليست مخبأة تصف في وقت دون وقت.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{متكئين} أي لهم ذلك في حال الاتكاء ديدناً لأنهم لا شغل لهم بوجه إلا التمتع {على رفرف} أي ثياب ناعمة وفرش رقيقة النسج من الديباج لينة ووسائد عظيمة ورياض باهرة وبسط لها أطراف فاضلة، ورفرف السحاب هدبه أي ذيله المتدلي. ولما كان الأخضر أحسن الألوان وأبهجها قال: {خضر وعبقري} أي متاع كامل من البسط وغيرها هو في كماله وغرابته كأنه من عمل الجن، والعبقري الكامل من كل شيء، {حسان} أي هي في غاية من كمال الصنعة وحسن المنظر لا توصف

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

و {متكئين}: حال من {ولمن خاف مقام ربه} كررت بدون عطف لأنها في مقام تعداد النعم وهو مقام يقتضي التكرير استئنافاً.

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

«رفرف» في الأصل بمعنى الأوراق الواسعة للأشجار، ثمّ أطلقت على الأقمشة الملوّنة الزاهية التي تشبه مناظر الحدائق...

«عبقري» في الأصل بمعنى كلّ موجود قلّ نظيره، ولذا يقال للعلماء الذين يندر وجودهم بين الناس (عباقرة) ويعتقد الكثير أنّ كلمة (عبقر) كان في البداية اسما لمدينة (بريان) انتخبه العرب لها، لأنّ هذه المدينة كانت في مكان غير معلوم ونادر. لذا فإنّ كلّ موضوع يقلّ نظيره ينسب لها ويقال «عبقري». وذكر البعض أنّ «عبقر» كانت مدينة تحاك فيها أفضل المنسوجات الحريرية...والمعنى الأصلي لهذه الكلمة متروك في الوقت الحاضر وتستعمل كلمة «عبقري» ككلمة مستقلّة بمعنى نادر الوجود، وتأتي جمعاً في بعض الأحيان، كما في الآية مورد البحث. و (حسان) جمع (حسن) على وزن «نسب» بمعنى جيّد ولطيف.. وعلى كلّ حال فإنّ هذه التعابير حاكية جميعاً عن أنّ كلّ موجودات الجنّة رائعة: الفاكهة، الغذاء، القصور، الأفرشة.. والخلاصة أنّ كلّ شيء فيها لا نظير له ولا شبيه في نوعه.

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{مُتَّكِـِٔينَ عَلَىٰ رَفۡرَفٍ خُضۡرٖ وَعَبۡقَرِيٍّ حِسَانٖ} (76)

{ متكئين على رفرف } وهو ما فضل من الفرش والبسط وقيل الوسائد { وعبقري } أي الزرابي والطنافس { حسان }

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{مُتَّكِـِٔينَ عَلَىٰ رَفۡرَفٍ خُضۡرٖ وَعَبۡقَرِيٍّ حِسَانٖ} (76)

{ متكئين على رفرف خضر } الرفرف البسط ، وقيل : الوسائد وقيل : رياض الجنة .

{ وعبقري حسان } العبقري الطنافس ، وقيل : الزرابي ، وقيل : الديباج الغليظ ، وهو منسوب إلى عبقري وتزعم العرب أنه بلد الجن فإذا أعجبتها شيء نسبته إليه .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{مُتَّكِـِٔينَ عَلَىٰ رَفۡرَفٍ خُضۡرٖ وَعَبۡقَرِيٍّ حِسَانٖ} (76)

ولما تم التقرير بالنعم المحيطة بالجهات الست والحواس الخمس على الوجه الأكمل من درء المفاسد وجلب المصالح كما تقدمت الإشارة إليه بمدكر ، بقوله :{ فهل من مدكر }[ القمر : 17 ] في القمر ، بالحسن فيها إلى الحواس الخمس وبتكرارها ، وتكرار

{ كيف كان عذابي ونذر }[ القمر : 18 ] ستاً إلى الجهات الست من جهة الوراء والخلف ، أوترها بنعمة أخرى واحدة إشارة إلى أن السبب في هذا اعتقاد وحدانية الواحد تعالى اعتقاداً أدى الخضوع لأمر مرسل كلما جاء من عنده تعالى فلذلك كانت نعمة لا تنقطع أصلاً ، بل كلما تم دور منها ابتدأ دور آخر جديد ، وهكذا على وجه لا انقطاع له أبداً كما أن الواحد الذي هو أصل العدد لا انتهاء له أصلاً ، وهذه النعمة الدالة على الراحة الدائمة التي هي المقصودة بالذات على وجه لا يرى أغرب منه ولا أشرف ، فقال تعالى مبيناً حال المحسنين ومن دونهم مشركاً لهم في الراحة على ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر : { متكئين } أي لهم ذلك في حال الاتكاء ديدناً لأنهم لا شغل لهم بوجه إلا التمتع { على رفرف } أي ثياب ناعمة وفرش رقيقة النسج من الديباج لينة ووسائد عظيمة ورياض باهرة وبسط لها أطراف فاضلة ، ورفرف السحاب هدبه أي ذيله المتدلي .

ولما كان الأخضر أحسن الألوان وأبهجها قال : { خضر وعبقري } أي متاع كامل من البسط وغيرها هو في كماله وغرابته كأنه من عمل الجن لنسبته إلى بلدهم ، قال في القاموس : عبقر موضع كثير الجن ، وقرية بناؤها في غاية الحسن ، والعبقري الكامل من كل شيء ، والسيد والذي ليس{[62040]} فوقه شيء ، وقال الرازي : هو الطنافس المخملة ، قال {[62041]}ابن جرير{[62042]} : الطنافس الثخان ، وقال القشيري : العبقري عند العرب كل ثوب موشى ، وقال الخليل : كل جليل نفيس فاخر من الرجال وغيرهم ، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم في عمر رضي الله عنه{[62043]} : " فلم أر عبقرياً من الناس يفري فريه " وقال قطرب : ليس هو من المنسوب بل هو بمزلة كرسي وبختي .

ولما كان المراد به الجنس ، دل على كثرته بالجمع مع التعبير بالمفرد إشارة إلى {[62044]}وحدة تكامله{[62045]} بالحسن فقال : { حسان * } أي هي في غاية من كمال الصنعة وحسن المنظر لا توصف


[62040]:- زيد من ظ والقاموس.
[62041]:- من ظ، وفي الأصل: قيل.
[62042]:- راجع جامع البيان 27/ 5.
[62043]:- راجع صحيح البخاري- المناقب.
[62044]:- من ظ، وفي الأصل: الوحدة الكاملة.
[62045]:- من ظ، وفي الأصل: الوحدة الكاملة.
 
تفسير الجلالين للمحلي والسيوطي - تفسير الجلالين [إخفاء]  
{مُتَّكِـِٔينَ عَلَىٰ رَفۡرَفٍ خُضۡرٖ وَعَبۡقَرِيٍّ حِسَانٖ} (76)

{ متكئين على رفرف خضر وعبقري حسان }

{ متكئين } أي أزواجهم وإعرابه كما تقدم { على رفرف خضر } جمع رفرفة ، أي بسط أو وسائد { وعبقري حسان } جمع عبقرية ، أي طنافس .

 
التفسير الميسر لمجموعة من العلماء - التفسير الميسر [إخفاء]  
{مُتَّكِـِٔينَ عَلَىٰ رَفۡرَفٍ خُضۡرٖ وَعَبۡقَرِيٍّ حِسَانٖ} (76)

{ مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ ( 76 ) }

متكئين على وسائد ذوات أغطية خضر وفرش حسان .