المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{فِيهَا فَٰكِهَةٞ وَٱلنَّخۡلُ ذَاتُ ٱلۡأَكۡمَامِ} (11)

11- في الأرض أنواع كثيرة من الفاكهة ، وفيها النخل ذات الأوعية التي فيها الثمر .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{فِيهَا فَٰكِهَةٞ وَٱلنَّخۡلُ ذَاتُ ٱلۡأَكۡمَامِ} (11)

ثم ذكر ما فيها من الأقوات الضرورية ، فقال : { فِيهَا فَاكِهَةٌ } وهي جميع الأشجار التي تثمر الثمرات التي يتفكه بها العباد ، من العنب والتين والرمان والتفاح ، وغير ذلك ، { وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ } أي : ذات الوعاء الذي ينفلق عن القنوان التي تخرج شيئا فشيئا حتى تتم ، فتكون قوتا يؤكل ويدخر ، يتزود منه المقيم والمسافر ، وفاكهة لذيذة من أحسن الفواكه .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{فِيهَا فَٰكِهَةٞ وَٱلنَّخۡلُ ذَاتُ ٱلۡأَكۡمَامِ} (11)

{ فِيهَا فَاكِهَةٌ } أي : مختلفة الألوان والطعوم والروائح ، { وَالنَّخْلُ ذَاتُ الأكْمَامِ } أفرده بالذكر لشرفه ونفعه ، رطبا ويابسا . والأكمام - قال ابن جُرَيْج عن ابن عباس : هي أوعية الطلع . وهكذا قال غير واحد من المفسرين ، وهو الذي يطلع فيه القنو ثم ينشق عن العنقود ، فيكون بسرا ثم رطبا ، ثم ينضج ويتناهى يَنْعُه واستواؤه .

قال ابن أبي حاتم {[27845]} ذُكِرَ عن عمرو بن علي الصيرفي : حدثنا أبو قتيبة ، حدثنا يونس بن الحارث الطائفي ، عن الشعبي قال : كتب قيصر إلى عمر بن الخطاب : أخبرك أن رسلي أتتني من قبلك ، فزعمت أن قبلكم شجرة ليست بخليقة لشيء من الخير ، تخرج مثل آذان الحمير ، ثم تشقق مثل اللؤلؤ ، ثم تخضر فتكون مثل الزمرد{[27846]} الأخضر ، ثم تحمر فتكون كالياقوت الأحمر ، ثم تَيْنَع وتنضج فتكون كأطيب فالوذج أُكِل ، ثم تيبس فتكون عصمة للمقيم وزادًا للمسافر ، فإن تكن رسلي صدقتني فلا أرى هذه الشجرة إلا من شجر الجنة . فكتب إليه عمر بن الخطاب{[27847]} من عمر أمير المؤمنين إلى قيصر ملك الروم ، إن رسلك قد صدقوك {[27848]} ، هذه الشجرة عندنا ، وهي الشجرة التي أنبتها الله على مريم حين نفست بعيسى ابنها ، فاتق الله ولا تتخذ عيسى إلها من دون الله ، فإن { مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ . الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ } [ آل عمران : 59 ، 60 ] {[27849]} .

وقيل : الأكمام رفاتها ، وهو : الليف الذي على عنق النخلة . وهو قول الحسن وقتادة .


[27845]:- (3) في أ: "ابن جرير".
[27846]:- (4) في م: "كالرمد".
[27847]:- (5) في م: "عمر بن عبد الله".
[27848]:- (6) في م، أ: "صدقتك".
[27849]:- (7) في م: "تكونن".
 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{فِيهَا فَٰكِهَةٞ وَٱلنَّخۡلُ ذَاتُ ٱلۡأَكۡمَامِ} (11)

و { الأكمام } في { النخل } موجودة في الموضعين ، فجملة فروع النخلة في أكمام من ليفها ، وطلع النخل كمائم الزهر وبه شبه كم الثوب .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{فِيهَا فَٰكِهَةٞ وَٱلنَّخۡلُ ذَاتُ ٱلۡأَكۡمَامِ} (11)

وجملة { فيها فاكهة } إلى آخرها مبينة لجملة { والأرض وضعها للأنام } وتقديم { فيها } على المبتدأ للاهتمام بما تحتوي عليه الأرض .

ولما كان قوله : { وضعها للأنام } يتضمن وضعاً وعِلة لذلك الوضْع كانت الجملة المبينة له مشتملة على ما فيه العبرة والامتنان .

والفاكهة : اسم لما يؤكل تفكهاً لا قوتاً مشتقة من فَكِه كفرح ، إذا طابت نفسه بالحديث والضحك ، قال تعالى : { فظلتم تفكَّهون } [ الواقعة : 65 ] لأن أكل ما يلذ للأكل وليس بضروري له إنما يكون في حال الانبساط .

والفاكهة : مثل الثمار والنُقول من لَوز وجوز وفستق .

وعطف على الفاكهة النخل وهو شجر التمر ، وهو أهم شجر الفاكهة عند العرب الذين نزل القرآن فيهم ، وهو يثمر أصنافاً من الفاكهة من رُطب وبُسر ومن تمر وهو فاكهة وقوتٌ .

ووصف النخل ب { ذات الأكمام } وصف للتحسين فهو اعتبار بأطوار ثمر النخل ، وامتنان بجماله وحسنه كقوله تعالى : { ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون } [ النحل : 6 ] فامتنّ بمنافعها وبحسن منظرها .

و{ الأكمام } : جمع كِمّ بكسر الكاف وهو وعاء ثمر النخلة ويقال له : الكُفُرَّى ، فليست الأكمام مما ينتفع به فتعينّ أن ذكرها مع النخل للتحسين .