تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير  
{فِيهَا فَٰكِهَةٞ وَٱلنَّخۡلُ ذَاتُ ٱلۡأَكۡمَامِ} (11)

{ فِيهَا فَاكِهَةٌ } أي : مختلفة الألوان والطعوم والروائح ، { وَالنَّخْلُ ذَاتُ الأكْمَامِ } أفرده بالذكر لشرفه ونفعه ، رطبا ويابسا . والأكمام - قال ابن جُرَيْج عن ابن عباس : هي أوعية الطلع . وهكذا قال غير واحد من المفسرين ، وهو الذي يطلع فيه القنو ثم ينشق عن العنقود ، فيكون بسرا ثم رطبا ، ثم ينضج ويتناهى يَنْعُه واستواؤه .

قال ابن أبي حاتم {[27845]} ذُكِرَ عن عمرو بن علي الصيرفي : حدثنا أبو قتيبة ، حدثنا يونس بن الحارث الطائفي ، عن الشعبي قال : كتب قيصر إلى عمر بن الخطاب : أخبرك أن رسلي أتتني من قبلك ، فزعمت أن قبلكم شجرة ليست بخليقة لشيء من الخير ، تخرج مثل آذان الحمير ، ثم تشقق مثل اللؤلؤ ، ثم تخضر فتكون مثل الزمرد{[27846]} الأخضر ، ثم تحمر فتكون كالياقوت الأحمر ، ثم تَيْنَع وتنضج فتكون كأطيب فالوذج أُكِل ، ثم تيبس فتكون عصمة للمقيم وزادًا للمسافر ، فإن تكن رسلي صدقتني فلا أرى هذه الشجرة إلا من شجر الجنة . فكتب إليه عمر بن الخطاب{[27847]} من عمر أمير المؤمنين إلى قيصر ملك الروم ، إن رسلك قد صدقوك {[27848]} ، هذه الشجرة عندنا ، وهي الشجرة التي أنبتها الله على مريم حين نفست بعيسى ابنها ، فاتق الله ولا تتخذ عيسى إلها من دون الله ، فإن { مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ . الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ } [ آل عمران : 59 ، 60 ] {[27849]} .

وقيل : الأكمام رفاتها ، وهو : الليف الذي على عنق النخلة . وهو قول الحسن وقتادة .


[27845]:- (3) في أ: "ابن جرير".
[27846]:- (4) في م: "كالرمد".
[27847]:- (5) في م: "عمر بن عبد الله".
[27848]:- (6) في م، أ: "صدقتك".
[27849]:- (7) في م: "تكونن".