قوله : «فيها فاكهة » يجوز أن تكون هذه الجملة حالاً من «الأرض » إلا أنها حال مقدرة ، والأحسن أن يكون الجار والمجرور هو الحال .
و«فاكهةٌ » رفع بالفاعلية ، ونكرت لأن الانتفاع بها دون الانتفاع بما ذكر بعدها ، وهو من باب الترقّي من الأدنى إلى الأعلى .
قال ابن الخطيب{[54330]} : الأرض موضوعة لكل ما عليها ، وإنما خصّ الإنسان بالذِّكْر ؛ لأن الانتفاع بها أكثر ، فإنه ينتفع بها ، وبما فيها ، وبما عليها ، فقال : «للأنام » لكثرة انتفاع الأنام بها .
أي : ما يتفكّه به الإنسان من ألوان الثمار{[54331]} .
قوله : { والنخل ذَاتُ الأكمام } إشارة إلى الأشجار .
و«الأكمام » جمع «كِمّ » - بالكسر - وهو وعاء الثمر .
قال الجوهري{[54332]} : و«الكِمُّ » - بالكسر - و«الكِمَامة » : وعاء الطلع ، وغطاء النَّوْر ، والجمع : «كِمَام » و«أكِمَّة » ، و«الأكاميم » أيضاً ، و«كم » الغسيل إذا أشفق عليه ، فسُتر حتى يقوى ، قال العجاج : [ الرجز ]
بَلْ لَوْ شَهِدتَ النَّاسَ إذْ تُكُمُّوا *** غُمَّةٍ لَوْ لَمْ تُفَرَّجْ غُمُّوا{[54333]}
و«تكمّوا » : أي أعمى عليهم وغطّوا .
وأكممتُ وكَمَمْت أي : أخرجت كمامها ، والكِمَامُ - بالكسر - والكمامة أيضاً : ما يكمّ به فَمُ البعير لئلا يعضّ ، تقول منه بعير مكموم أي محجوم ، وكممت الشيء : غطّيته ، ومنه كُمُّ القميص - بالضم - والجمع : «أكْمَام وكِمَمَة » مثل : جُبّ وجببة .
و«الكُمَّةُ » : القَلَنْسُوَة [ المدورة ]{[54334]} ؛ لأنها تغطي الرأس .
فَقُلْتُ لَهُمْ : كِيلُوا بِكُمَّةِ بَعْضِكُمْ *** دَرَاهِمَكُمْ ، إنِّي كذلِك أكْيَل{[54335]}
قال الحسن : «ذات الأكمام » أي : ذات اللّيف{[54336]} ، فإن النخلة قد تكمم بالليف وأكمامها : ليفها الذي في أعناقها .
وقال ابن زيد : ذات الطلع قبل أن يتفتّق{[54337]} .
وقال عكرمة : ذات الأحْمَال{[54338]} .
وقال الضَّحاك : «ذات الأكمام » : ذات الغلف{[54339]} .
والأكمام : الأوعية التي يكون فيها الثمر ؛ لأن ثمر النخل يكون في غلاف ما لم يتشقق ، والمراد بالفاكهة : الفواكهة .
قال ابن كيسان : ما يتفكّهون به من النعم التي لا تُحْصَى ، ونكّر الفاكهة للتكثير والتعظيم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.